بوراباي – جنة عدن فى كازاخستان

كازاخستان دولة مترامية الأطراف، تبلغ مساحتها 2,7 مليون كيلو متر مربع، وهذا الاتساع الجغرافي جعلها غنية بالمنتجعات التي توفر العديد من الخدمات السياحية مثل التزلج والتزحلق على الجليد فى الشتاء وتجربة حياةِ الريف الكازاخيةِ التقليدية بالصيف ومشاهدة حيواناتٍ ونباتاتٍ نادرة ، وتسلق الجبال والمشي في الغاباتِ وتعلـمِ دروس خاصة في الفروسية والعلاج من بعض الأمراض.

سويسرا الكازاخستانية، هكذا تعرف واحدة من أروع المناطق الجبلية الواقعة فى شمال جمهورية كازاخستان وهى منطقة ” كوكشيتاو “.

من بين السهوب الصفراء الجافة ظهرت غابة خضراء تخفى وراءها طبيعة جبلية بحق تشمل الغابات الضخمة المعمرة، والتلال الصخرية والجبلية، والمنحدرات الساحرة والبحيرات الهادئة الساحرة الممتلئة بالأسماك. تعد بوراباي مكانا ساحرا وغامضا فى نفس الوقت. تعني كلمة “بورا” فى اللغة الكازاخية “الجمل” حيث ارتبطت هذه التسمية بأسطورة قديمة لدى الكازاخ عن جمل كان يعيش فى هذا المكان وعندما علم أن البشر قادمون إلى هذا المكان حيث يعيش تحول إلى فرس مجنح وطار حتى وصل إلى قمة الجبل وبالتالى نجح فى الهروب من البشر ومن كارثة وشيكة.

اكتشف علماء الآثار فى أراضى بوراباي أسلحة تعود إلى العصر البرونزي مما يعنى أن بوراباي لم يكن يسكنها فقط الصيادون ولكن أيضا المزارعون والرعاة. حيث مرت القبائل الأسكفية من هنا أكثر من مرة وهى تبحث عن الذهب والمواد الخام.

على الرغم من أن بوراباي ليست غنية بالآثار الثقافية ولكن طبيعتها المذهلة تترك انطباعا لا يقل عن الانطباع الذى تتركه بعض القلاع والقصور العظيمة.

منتجع بوراباي هو أكثر الأماكن سحرا فى كازاخستان حيث يثير الدهشة والاعجاب لدى العلماء والسياح وكذلك الكازاخ أنفسهم. حيث تعد بوراباي من أكثر المناطق النقية بيئيا ليس فى كازاخستان وحدها وإنما فى العالم بأسره. ويرجع الفضل فى ذلك إلى مياه بوراباي المليئة بالأساطير والأسرار العلمية والتاريخية.

السر الأول: ظاهرة طبيعية

يعتقد العلماء أن ظاهرة بوراباي قد ظهرت نتيجة سقوط نيزك على الأرض منذ 5 آلاف عام يبلغ قطره 800 متر وقد كسر القشرة الأرضية وأخرج إلى السطح مياة جوفية مليئة بكمية هائلة من المعادن النادرة التى خلقت واحة وسط تلك السهوب شبه القاحلة.

السر الثاني: الأساطير

توجد أساطير وراء المعالم السياحية فى بوراباي. يمثل جبل الألغاز “جومباكتاس” الواقف فى المياه امرأة جميلة ظلت مؤمنة بحبها. بينما ويرمز جبل “أوكجيتبيس” إلى سنام الجمل المقدس الذى يحمي بوراباي.

السر الثالث: الإيكولوجيا

بفضل المياة المعدنية الموجودة فى بوراباي تنمو هناك أكثر من 800 نوع من النباتات و 300 سلالة من الحيوانات والطيور والأسماك وغيرها الكثير. كما توجد هناك أنواع كثيرة من الفراشات النادرة التى من المعروف أنها تعيش فقط فى الأماكن النظيفة بيئيا.

السر الرابع: الإيكولوجيا

كونت المياة الجوفية التى تمر بين الصخور لقرون عديدة علاقة جزيئية مع المعادن وهى ظاهرة لا يمكن أن تتكرر بشكل مصطنع. وعلى عكس المياة المليئة بالمعادن صناعيا والمركبات المعدنية, من السهل على جسم الإنسان امتصاص المعادن الطبيعية الموجودة بالحديد, والكالسيوم وغيرها من المعادن.

السر الخامس: الفسيولوجيا

تختلف المياة الطبيعية من مكان لآخر. فالتركيب المعدني الخاص هو الذى يجعل المياة الطبيعية فريدة من نوعها. يوجد فى علم مياه الشرب مصطلح ” مياه الشرب ذات القيمة الفسيولوجية الكاملة ” وهى المياة التى تحتوى على تركيب متوازن من المعادن والمواد. وعلى سبيل المثال توجد فى كازاخستان مياة معدنية تسمى ” توران ” من بئر ” بوكبا ” بالقرب من مدينة ” كوكشيتو ” وهذه المياه حاصلة على معيار دولي من معهد فريسنيوس بألمانيا.

السر السادس: الذاكرة

يعتقد العلماء أن المياه لها ذاكرة. وتتمثل ذاكرة المياة فى قدراتها على الاحتفاظ بالنشاط الكيميائي والبيولوجي الذى اكتسبته نتيجة التفاعلات الفيزيائية المختلفة. فكلما زادت التفاعلات زاد عمر الذاكرة دون حدوث تغير فى تركيب المياة.

السر السابع: الخلود

تتجدد المياة المعدنية فى بئر ” توران ” بشكل طبيعي. حيث يخضع البئر للملاحظة المستمرة من قبل علماء الجيولوجيا المائية ويتم استهلاك المياه بكميات دقيقة للغاية. ويمكن القول بالثقة أن بوراباي هى أفضل مؤسسة إيكولوجية فى العالم والتى لا تتغير جودة منتجاتها على الاطلاق.

بالإضافة إلى ذلك، تعد بوراباي مكانا فريدا لجمع الأعشاب الطبية. بوراباي هى أفضل مكان للراحة والتأمل والتريض. يشتهر منتجع بوراباي خارج حدود كازاخستان بالعيادات التى تعالج باستخدام القمز وهو لبن الخيل. تنمو فى أراضي بوراباي 757 نوع من النباتات، منها 119 نوع بحاجة إلى الحماية. وهناك 12 نوع مدرجة بالكتاب الأحمر. يمثل الصنوبر 65 % من مجموع النباتات الشجرية فى بوراباي, والبتولا 31 % و حور راجف 3 % والشجيرات 1 %. وبفضل هذا التنوع النباتي تعد بوراباي منطقة غنية بالحيوانات حيث يعيش بها أكثر من 300 نوع من الحيوانات ما يمثل 36 % من إجمالى الحيوانات فى كازاخستان. وتعيش 40 % من تلك الحيوانات على حدود المناطق التى تعيش فيها، كما أن 13 نوع منها مدرجة فى الكتاب الأحمر.

إن العالم الحيواني فى بوراباي غني جدا مقارنة بالسهوب التى تحيط بها. ومن السمات المميزة لمنطقة بوراباي هذا التجانس بين الحيوانات، والسهوب، والغابات والجبال. حيث تجد فى بوراباي الأنواع الأوروبية والسيبيرية التى تمثل السلالات الشمالية والجنوبية من الحيوانات. تعيش فى غابات بوراباي فى الوقت الحالى الكثير من الحيوانات مثل الغزال، والموظ، والخنزير البري، واليحمور، والسنجاب، والقاقوم، وابن العرس الصغير، و خز الصنوبر الأوروبي. ومن الحيوانات المفترسة يوجد الذئب و الوشق. وفى السهوب وسهوب الغابات تنتشر الثعالب والثعالب البرية وابن العرس والأرانب البرية والبنية والزرقاء. وفى الغابات ينتشر حيوان الغرير الأوروبي.

أما بالنسبة لعالم الطيور فهو يمتاز بتنوع كبير. توجد فى بوراباي البط ذهبي العين، والبط البري، والبط الرمادي، وطائر البلبول الشمالي، وطائر الحذف الشتوي، وبط أبو فروة، وطائر الزقزاق، وطائر الزقزاق الشامي، وطائر طيطوي الشائع، وطائر طيطوي الأخضر. كما توجد مجموعة كبيرة من الطيور المائية التى تبحر فى البحيرات فى فصل الخريف أثناء الطيران.

تعد بوراباي واحدة من أفضل المنتجعات فى كازاخستان على الاطلاق. حيث يمكن للمسافرين التمتع بوسائل ترفيه متنوعة بغض النظر عن الفترة التى يزورون فيها المنتجع. فى فصل الشتاء يتحول المنتجع إلى خرافة شتوية حقيقية وليس من قبل المصادفة أن الاحتفال بالعام الجديد 2018 فى بوراباي سوف يسمح لك بأخذ انطباعات لفترة طويلة مقبلة.

إلى جانب هذا، تشتهر بوراباي بمناخها الفريد. ففي فصل الشتاء تغطى قمم الجبال بالثلوج وتغطى أسطح العديد من البحيرات بمرأة من الجليد. كما يمكن للمسافرين التمتع بالمناظر الرائعة من خلال النظر من نوافذ غرفهم فى الفنادق أو الذهاب للتنزه فى أحياء المدينة. بالإضافة إلى ذلك توجد مكاتب للرحلات تابعة للفنادق الكبيرة والصغيرة أيضا والتى يمكن أن تقدم لكم بعناية أفضل الاقتراحات للاستمتاع بالمعالم السياحية الأكثر تميزا فى مدينة كوكشيتاو.

تعد بوراباي منتجعا مريحا للتزلج. وبفضل هذا يمكن قضاء الكثير من الوقت هناك خلال عطلة رأس السنة. توجد بالمنتجع عربات التليفريك وكذلك مسارات مجهزة وفقا لمستوى المهارة. يقع المنتجع عند سفح جبل تسيركوفكا والذى يمكن الوصول إليه انطلاقا من معظم الفنادق فى دقائق معدودة. أما المناطق التى تقع بعيدا عن المسارات المجهزة يمكن الوصول إليها عن طريق التليفريك. ولا تقتصر وسائل الترفيه على التزحلق على الجليد فقط، بل هناك أيضا ألواح التزلج وأدوات التزلج الأخرى. كما يمكن استئجار الدراجات الثلجية فى المنتجع من أجل استكشاف المناطق المحيطة.

يتم فى فصل الشتاء تنظيم حلبة للتزلج على الجليد فى بوراباي. تقع هذه الجلبة بجوار متحف الطبيعة والذى ننصح عشاق السياحة المعرفية بزيارته. يتم تنظيم حلبة الجليد فى جو من الموسيقى والاضاءة فى الليل على أراضى فانادق بوراباي وبجواره يوجد مقهى يقدم تشكيلة كبيرة من المشروبات والمقبلات. كما يمكن زيارة المطعم والملهي الليلي الموجودين داخل الفنادق.

يناسب منتجع بوراباي العطلات العائلية وأيضا السفر مع الأصدقاء ومع أولئك الذين يريدون الاندماج وحدهم مع الطبيعة. حيث تسمح البنية التحتية للمنتجع بممارسة أى نشاط تهواه النفس. وفى عطلات رأس السنة تقدم المصحات العلاجية برامج صحية والتى لا تتيح فقط الاسترخاء، ولكن أيضا قضاء وقت مفيد لحالتك البدنية. ومن بين الاقتراحات الأكثر شعبية الاستحمام فى ماء مضاف إليه دم غزال الأيل الأحمر، أو الاسترخاء فى برميل بخار الأرز (فيتو سونا) والذى يغطى الجسم ببخار مشبع بالأعشاب الطبية تساعد على استرخاء الجسم والعضلات وفتح المسام وتنظيفها وتطهير الجسم من السموم وامتصاص المركبات الحيوية العلاجية المفيدة للجسم.

إن قضاء عطلة الشتاء فى ألطاي يساعد على الدخول فى عالم خرافي ملئ بالطبيعة الساحرة. كما إن قضاء عطلة رأس السنة فى منتجع بوراباي تسمح بالحصول على شحنة من الحيوية والطاقة والكثير من الانطباعات الجديدة الرائعة. إن التزلج على الجليد وألواح الثلج، وبرامج الترفيه فى المطاعم، والاستمتاع بحمام دم الأيل الأحمر والفيتو سونا والرحلات المعرفية تجعل عطلة رأس الجنة فى بوراباي الكازاخستانية متنوعة وساحرة للغاية.

تعطي طبيعة كازاخستان ميزة تنافسية فى مجال السياحة العلاجية والسياحة الصديقة للبيئة التي تنمو بمعدل عال. تعتبر بوراباي موطن النوع الوحيد لحيوان ” الأيل الأحمر ” الذي يستخدم قرونه فى علاج كثير من الأمراض ورفع المناعة والقوة البدنية. وتحتوى قرون ” الأيل الأحمر ” على 18 من الأحماض الأمينية من إجمالى 22 من هذه الأحماض الأمينية الموجودة فى الطبيعة، وتحتوى القرون على عناصر نادرة غير موجودة فى أى مركب من الفيتامينات الموجودة بالصيدليات، ومن بين تلك العناصر “الفوسفور، الكالسيوم، النيكل، البوتاسيوم، السيليكون، الصوديوم”، كما تحتوى قرون ” الأيل الأحمر ” أيضا على ” حمض الجلوتاميك ، الدهون ، النيتروجين ، البرولين ، الجلايسين ، الإنزيمات ” ، والكثير من العناصر الأخرى ، ولذلك تستخدم قرون ” الأيل الأحمر ” للحصول على دواء يسمى ” بنتوكرين ” ، كما يمكن الحصول على دواء يسمى ” بانتوغيماتوجين ” من القرون الهشة أيضاً . ويوفر التكوين الكيميائي الحيوي لقرون ” الأيل الأحمر ” عناصر هامة في العلاج أهمها ” عناصر مقوية ومنشطة ؛ عناصر شفائية ومضادة للالتهابات ؛ خفض ضغط الدم ؛ تقوية وتنشيط الجهاز المناعي ؛ زيادة كفاءة التكوين البدني والعقلي. كما يعتبر علاجا فعالا للقضاء على الأمراض المعدية والإعياء الشديد ، وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض المفاصل والسل والنقرس وفقر الدم ، والكدمات ، والكسور ، وهشاشة العظام ، والتشنجات العضلية وآلام الفقرات ، واضطرابات التغذية، والذبحة الصدرية وأمراض القلب التاجية ، والقرحة الهضمية ، وأمراض البنكرياس ، والتهاب المعدة ، وأمراض الجلد والدم ، واضطرابات الوظائف الجنسية وعمل الجهاز الهضمي، لتحقيق الشفاء السريع بعد أي إصابة .