يختلف الناس في ميولهم السياحية، فهناك من يفضِّل زيارة دول جديدة للتعرُّف على ثقافتها، أو الاستمتاع بجمال طبيعتها، أو الاطلاع على آثارها وحضارتها وتقاليد أهلها، على أن هناك فئة قليلة من الناس تفضِّل أنواعاً “غريبة” من السياحة، لكنها في نفس الوقت أكثر حماساً وإثارة.
السياحة الذرية:
تجتذب محطة تشرنوبل النووية الأوكرانية، التي تعرَّضت إلى أكبر كارثة نووية في التاريخ، السياح الراغبين في التقاط صور تذكارية لموقع الحادث الرهيب! هذا الأمر دفع بعض وكالات السياحة الخاصة إلى استثمار الحدث بالاتفاق مع السلطات الأوكرانية عبر تنظيم رحلةٍ، تستغرق يوماً واحداً إلى المنطقة المحظورة بعد تنظيف جزء كبير منها.
السياحة السوداء:
والمقصود بها الذهاب إلى مواقع ارتبطت تاريخياً بالموت والمآسي الإنسانية بهدف الاطلاع على تلك المآسي، والوجه المقيت والبشع للإنسان، وما وصل إليه من تدنٍّ أخلاقي، وأهم هذه “الأماكن السياحية”: مواقع انتهاكات حقوق الإنسان البشعة، ومعتقلات التعذيب السرية، ومواقع الحروب والمجازر الجماعية، وتمتد السياحة المعتمة، أو السوداء إلى مخلَّفات الكوارث الطبيعية، كما هو الحال في مواقع الـ “تسونامي”.
السياحة العلاجية:
تعتمد السياحة الاستشفائية على العناصر الطبيعية في علاج المرضى وشفائهم، مثل ينابيع المياه المعدنية، أو الكبريتية، ومن ذلك البحيرات الموجود في أكثر من مدينة في إندونيسيا، ومراكز الاستشفاء المتخصصة في قبرص، وحمام بورقيبة في تونس، والبحر الميت وحمامات ماعين في الأردن، وكذلك الرمال والتعرض إلى أشعة الشمس بغرض الاستشفاء من بعض الأمراض الجلدية، والروماتيزم، وأمراض العظام وغيرها، وتطلق السياحة العلاجية على كلٍّ من النوعين السابقين.
سياحة القرش:
يهوى كثيرون مشاهدة أسماك القرش المفترسة، لذا يتوجهون إلى المناطق التي توجد فيها، ويدخلون في أقفاص معدنية قوية جداً، تُنزل إلى البحر للحماية من هذه الأسماك، وأغلب هؤلاء هم من الغطاسين والباحثين الذين يرغبون في استكشاف ودراسة أسماك القرش عن قرب، وبشكل آمن، مثل القرش الأبيض الكبير، وقرش الثور، وقد تم تصميم هذه الأقفاص لكي تتحمَّل الصدمات الكبرى.
الإعداد لرحلة ما مملوءة بالإثارة، هو جزء من الرحلة نفسها، ولأن الأمر “شيق” جداً عليك تجربة أنواع جديدة من السياحة، لتتعلم منها كثيراً من المهارات الحياتية المهمة، وتقوي ثقتك في نفسك، وتعزز استقلالية شخصيتك.
