ما لا تعرفه عن شواطئ البحر الأحمر وأكثر

زرت شواطئ وبحاراً حول العالم، وما زالت رحلتي إلى شواطئ البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية قبل أقل من عام راسخة في ذاكرتي، ليس فقط بجمالها وألوانها ألخلابة، بل بطريقة استقبال أهلها للزائر، وكرم ضيافتهم، وحبهم بتعريف السائح على معالم المنطقة، من آثار وقصور تاريخية وكذلك أطباقهم التي تتشكل أغلبها من الأسماك بأنواعه المختلفة التي تجمع بين البحر بخيراته والثقافة العربية الأصيلة.

 

كم تمنيت أثناء زيارتي أن يتعرف العالم العربي على هذا الساحل الغربي للسعودية الذي يمتد على أكثر من ألفي كيلومتر من الحقل على الحدود الأردنية إلى جزر فرسان جنوبا واليوم بإعلان ولي_العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، الأمير محمد بن سلمان، عن إطلاق مشروع سياحي عالمي في السعودية تحت مسمى مشروع البحر الأحمر أصبح حلمي حقيقة.

 

مدينة أملج تبعدُ نحو 130 كيلومترا عن ينبع السّعودية وهي جنوب تبوك العاصمةِ الإدارية للمنطقة، وكانت تسمّى سابقا الحوراء حيث يعتقدُ أنّها تقعُ في ميناء حوراء القديم وبنيت مكانـه هذه المدينة في طرفِه الجنوبي، وبقيت الكثيرُ من الأطلال شمالَ مدينةِ أملج الحالية.

كان بناءُ السفن أو السنابيك من اختصاص سكّانِها وكذلك صيدُ السّمك والزراعة إذ توجدُ آبارٌ عذبة وحقولُ ثمار، ما يعكسُ تاريخ وثقافة سكّانِها الذين يبلغ عددُهم نحوَ الستـّين ألفَ نَسَمة.

 

أما محافظة الوجه على ساحل البحر الأحمر التي تبعدُ عن تبوك نحوَ 350 كيلومتراً، وتقع على إحدى هضاب الساحل الغربي للبحر الأحمر وهي من المدن الساحليةِ القديمة.

تـُعَدُّ من أهمّ أماكن السّياحة في منطقة تبوك حيث يحتضنها البحر، وعلى مقربةٍ منها العديدُ من الجزر.

ويعتبرُ ميناءُ الوجه من أكثر أجزاء البحر الأحمر صفاء وجمالا ما يجعله عاملَ جذب سياحي خاصة لهواةِ الغطس واكتشافِ الأعماق والباحثين عن صيدِ الأسماك، لاسيّما جرادِ البحر (الاستاكوزا) الذي تتميّزُ به محافظة الوجه عن غيرِها.

تتكوّنُ المنطقة الجبلية من صخور الغرانيت الممتدّةِ على السّهول الساحليةِ وتقعُ إلى الشرق من الوجه وفيها حياة ٌ طبيعية من الحيوانات، خاصة الوعول التي حمى المواطنون وجودَها على مدى مئتي سنة.