سياحة عربية
تراجع إيرادات السياحة في المغرب رغم تزايد الأعداد
أظهرت بيانات رسمية تراجع إيرادات السياحة في المغرب خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 2018، رغم تزايد أعداد الوافدين في هذه الفترة، الأمر الذي أرجعه عاملون في القطاع إلى خفض وكالات السياحة والسفر أسعار العروض في ظل المنافسة بينها، فضلاً عن تقليص السائحين من إنفاقهم.
وأشارت بيانات مكتب الصرف (حكومي)، إلى انخفاض الإيرادات السياحية بنسبة 1.1% بنهاية سبتمبر الماضي عن نفس الفترة من العام الماضي، لتبلغ نحو 5.7 مليارات دولار.
وجاء تراجع الإيرادات رغم ارتفاع أعداد السياح بنسبة 8% على أساس سنوي، بعد أن وصلوا إلى 8.7 ملايين سائح في نهاية الشهر الماضي.
وأرجع مسؤول في إحدى وكالات الأسفار تراجع الإيرادات إلى ميل السياح، سواء الأجانب أو المغتربين، إلى عدم الإنفاق كثيراً، بالإضافة إلى المنافسة بين الوكالات لخفض أسعار العروض من أجل جذب أكبر عدد ممكن من السياح.
وقال أمين التوس، الخبير في القطاع السياحي، إن من بين أسباب تراجع الإيرادات إنفاق عدد من المغتربين المغاربة جزءاً من مدخراتهم في روسيا خلال الصيف لمشاهدة مباريات كأس العالم.
وأشار إلى أن بعض المغتربين، الذين باتوا يدخلون في البيانات الرسمية ضمن السياح الأجانب، أضحوا يفضلون قضاء جزء من عطلة الصيف في إسبانيا وتركيا، ما يجعل إنفاقهم في الفترة التي يقضونها في المغرب أقل كثيراً من المعتاد، في حال قضاء كامل العطلة في المغرب.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن عدد السياح الأجانب زاد بنسبة 14% في الفترة من يناير/ كانون الثاني حتى نهاية سبتمبر، فيما ارتفع عدد المغتربين الذين حلوا بالمغرب بنسبة 2% فقط.
وجاءت إيرادات السياحة دون توقعات المهنيين، الذين كانوا يراهنون على فصل الصيف من أجل تحقيق قفزة قوية. ويعتبر العام الحالي حاسماً في اختبار مدى إمكانية تحقيق مزيد من النمو في القطاع السياحي، لا سيما أن العام الماضي شهد قدوم 11 مليون سائح، بإيرادات بلغت حوالي 7 مليارات دولار.
وأشاعت مؤشرات العام الماضي حالة من التفاؤل بين المسؤولين عن السياحة، إذ توقّعوا الوصول إلى 12 مليون سائح في 2018، بينما أشارت كاتبة الدولة في السياحة لمياء بوطالب، في تصريحات صحافية، في وقت سابق من العام الجاري، إلى إمكانية استقبال 15 مليون سائح في أفق 2021.
غير أن مهنيين يرون أنه يمكن بلوغ إيرادات في حدود 8 مليارات دولار بنهاية العام، على اعتبار أن الثلاثة أشهر المقبلة تشهد مؤتمرات واحتفالات، منها رأس السنة الميلادية وعطل مرتبطة بأوروبا، ما سيساعد على تنمية الإيرادات.