اثار ومعالم

الجوف عروس السياحة الشمالية.. وجهة للسياح آثار ومكشات

اشتهرت منطقة الجوف، التي تترقب الزائر الكبير لها، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- خلال الأسبوع القادم؛ بالمواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وبالمواقع والفعاليات السياحية وبالأكلات الشعبية القديمة، والتي تعد محل جذب للسياح من داخل وخارج المملكة.

تستعرض “سبق” أهم المواقع الأثرية والفعاليات السياحية بالمنطقة.

مسجد عمر بن الخطاب:

تم بناء مسجد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في دومة الجندل؛ حيث تقول كتب التاريخ إن عمر بن الخطاب أمر ببنائه أثناء توجهه إلى بيت المقدس في فلسطين، ويعود تاريخ بناء المسجد إلى عام 17 للهجرة النبوية.

قلعة مارد

تقع على تل مرتفع، وتشرف على المدينة، وتمثل حصناً منيعاً أمام الأعداء، وأقدمُ ذِكر لها في القرن الثالث الميلادي، عندما غزت زنوبيا ملكة تدمر دومة الجندل وتيماء، ولم تستطع اقتحام القلعة فقالت مقولتها الشهيرة: “تمرد مارد وعز الأبلق”.

تقع قلعة مارد في الطرف الجنوبي للبلدة القديمة بدومة الجندل، وقد شُيدت فوق مرتفع صخري يُطل على البلدة القديمة من الجهة الجنوبية؛ حيث يرتفع مستوى أرضيات القلعة عن مستوى مباني البلدة القديمة بنحو 25م تقريباً، ويعود تاريخ بناء القلعة إلى عدة قرون تسبق العصر الإسلامي؛ إذ ورد ذكرها في ثنايا بعض الأخبار التي تحدثت عن محاولة المملكة الزباء (زنوبيا) إخضاع القلعة لسلطتها، وقد أوردت بعض المصادر الإسلامية مقولتها الشهيرة: “تمرد مارد وعز الأبلق”؛ حيث لم تستطع ملكة تدمر السيطرة على دومة الجندل وتيماء. كذلك تحدث ياقوت الحموي عن القلعة؛ وذكر أن حصن دومة الجندل يسمى مارداً، وأن المدينة سميت (دومة الجندل)؛ لأن حصنها شيد بالجندل.

قلعة زعبل

تقع قلعة زعبل شمال مدينة سكاكا؛ حيث شيدت فوق جبل يطل على المدينة، وينفصل عن سلسلة الجبال التي تحيط بسكاكا من الجهتين: الشمالية والغربية. ترتفع قمة الجبل التي شُيدت القلعةُ فوقها نحو 50م عن مستوى المدينة، وبخاصة المنطقة المحيطة به، وقد مهد هذا الارتفاع لجعل القلعة نقطة مراقبة مهمة أسهمت في حماية مدينة سكاكا في عصورها المختلفة؛ حيث أدى هذا الموقع المرتفع والمحصن للقلعة إلى أن تصبح مركز مراقبة مكّن المدافعين عن المدينة من مراقبة محيط المدينة من الجهات جميعها، ولمسافات بعيدة.

قرية كاف

تقع قرية “كاف” على مسافة نحو 20كم إلى الشمال الشرقي من مدينة القريبات، وكاف قرية قديمة كانت أشهر قرى “قريات الملح” في وادي السرجان، واسم القريات أو قريات الملح كان ينصرف قديماً إلى هذه القرية ومجموعة من القرى المجاورة لها، ويوجد في قرية “كاف” مزارع وينابيع للمياه وعدد من البساتين وأشجار النخيل وآثار وأطلال للمساكن القديمة.

بحيرة دومة الجندل

مسطح مائي صناعي مساحته 500 ألف متر مربع، مخصص لتجمع المياه الفائضة عن ري الأراضي الزراعية؛ ولذلك فمياهه نظيفة إلا أنها مالحة، يبلغ عمق البحيرة في المنتصف حوالى 15م، وتتفرد بموقعها الجميل كبحيرة في وسط الصحراء؛ حيث اتخذت متنزهاً للأهالي وزوار المنطقة.

وتعتبر بحيرة دومة الجندل البحيرة الطبيعية الوحيدة في الجزيرة العربية، وتقع على مساحة كبيرة جداً على ضفاف مسجد عمر بن الخطاب، وقصر مارد التاريخي، وتَحُفّها الجبال من عدة نواحٍ، كما يُشرف عليها من الجهة الغربية نخيل دومة الجندل، والبحيرة هي نتاج لفائض مياه الري، وقد أكد الجيولوجيون أن دومة الجندل من أغنى مناطق العالم بالمياه.

آثار الرجاجيل

يخيل للقادم من بعيد أن هذه الأعمدة الحجرية عبارة عن مجموعة من الرجال.. ستقترب منها لا محالة لتتساءل عن طريقة نصبها وتكوينها بهذا الشكل من المجموعات المتناثرة تارة والمتلاصقة تارة أخرى، وتقع جنوب مدينة سكاكا.. تنتشر في الموقع حجارة الصوان التي استخدمت في صناعة الأدوات الحجرية قديماً، وتظهر على الأعمدة الحجرية نقوش ثمودية ورسوم، ويُعتقد أن هذه الأعمدة تعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد، وأنها قد تكون مكاناً للعبادة أو للتوقيت؛ حيث تتعامد كل أعمدة الرجاجيل مع شروق الشمس وغروبها.

أسوار دومة الجندل

تتميز مدينة دومة الجندل بتحصيناتها؛ إذ كان يحيط بها سور ضخم يمتد عدة كيلومترات، وتبعد أقصى نقطة لهذا السور عن مركز المدينة مسافة 2كم تقريباً، أما الأجزاء المتبقية منه فتقع في الجزء الغربي وجانب من الجزء الشمالي من المدينة؛ في حين اختفت أسوار المدينة في الأجزاء الجنوبية والشرقية؛ وربما كان ذلك بسبب تمدد المدينة العمراني باتجاه الجنوب، وتوسع الرقعة الزراعية باتجاه الشمال والشرق. تتركز بقايا السور في منطقة المرتفع الصخري الذي يحف بالمدينة من جهة الغرب؛ حيث تظهر على قمة ذلك المرتفع بقايا جدران السور التي تنحدر باتجاهين نحو الشمال لتحيط بالمدينة من ضلعها الغربي ونحو الشمال الشرقي باتجاه أطراف المدينة الجنوبية الغربية. وفي سنة 1405هـ/ 1985م قام فريق من وكالة الآثار والمتاحف، بإجراء أعمال تنقيب في الجزء الغربي من السور، كشفت عن أجزاء من سور المدينة الذي شيد بالأحجار، ودعمت واجهته الغربية بأبراج مربعة صغيرة، أضيف إليها أبراج مربعة كبيرة في مرحلة لاحقة؛ حيث يبلغ سُمك الجدار الحجري للسور متراً واحداً، وترتفع بعض أجزائه نحو خمسة أمتار.

قصر الإمارة بالحديثة

يعتبر قصر الإمارة القديم بمركز الحديثة من المباني التراثية التي أنشئت في التاريخ الحديث؛ حيث شيد القصر في العام 1372هـ، وهو مبنيّ من الحجارة البازلتية سوداء اللون، ويحتوي القصر على برجين من دورين وعدد من الغرف وفناء داخلي.

سوق دومة الجندل

اشتهر قبل الإسلام عدد من الأسواق التجارية والأدبية التي كانت تقام في عدد من مدن الجزيرة العربية، وكانت أسواق (دومة الجندل، والمشقر، وهجر، وصحار، والشحر، وعدن، وصنعاء، وعكاظ، وذي المجاز) أهم الأسواق التي اشتهرت في فترة قبل الإسلام وأبرزها. وكانت تلك الأسواق تقام في أوقات محددة من السنة، ويتنقل الناس من سوق إلى أخرى، وتنتهي دورة الأسواق العربية بسوق عكاظ وذي المجاز التي منها تنتقل القبائل العربية إلى مكة لأداء الحج. ويعد سوق دومة الجندل من أسواق العرب الكبرى؛ حيث كانت القبائل تفد إليه من كل صوب على الرغم من وعورة الطريق، وعدم الأمن، والتعرض للأخطار، وكانت قريش تخرج إلى السوق من مكة.

المأكولات الشعبية

تتنوع الأطباق والمأكولات في منطقة الجوف؛ حيث يعتمد سكان المنطقة في كثير من الأطباق على الموارد المحلية والحيوانية مثل الألبان والسمن، ويعتبر التمر واللبن الطعامَ الرئيسي في المنطقة، بالإضافة إلى ما تجود به الصحراء من حيوانات مثل الضب والأرانب البرية والطيور، وللفقع (الكمأة) نصيب من الأطباق الشهية والتي يقوم سكان الجوف بجمعها في مواسمها، ومن أشهر المأكولات الشعبية وأكثرها شهرة: (المليحي، والجريش، والمرقوق، والمطازيز، والجبرق، والمقشوش، والوشيق، وخبز الصاج، والبكيلة).

المواسم السياحية

يَفِد الزوار إلى منطقة الجوف لزيارة المواقع الأثرية، وحضور المهرجانات السنوية كمهرجان (الزيتون، التمور، الربيع، كاف، الفواكه، السمن والعسل، الصنف للأغنام والماعز، الأفلام السينمائية، السمح البري، الفروسية، سوق دومة الجندل)، بالإضافة إلى سباقات الدبابات البحرية والمقامة في بحيرة دومة الجندل؛ فضلاً عن مواسم الرحلات بالأمطار والربيع والتي تتميز بها منطقة الجوف.

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10
إغلاق