سياحة عربية
سلطنة عمان.. اختتام قافلة حداء الصحراء بعد قطع 100 كيلو متر لتعزيز السياحة الداخلية
اختتمت قافلة حداء الصحراء في رمال الشرقية بتنظيم من قبل مجلة عالم الهجن وبالتعاون مع وزارة السياحة وعدة جهات ، والتي شارك فيها أكثر من 40 شابا من جنسيات عربية مختلفة، واستمرت لمدة 4 ايام متتالية، جابت خلالها صحراء رمال الشرقية، برفقة 4 رحالة عمانيين، حاملة رسائل سياحية وثقافية وبيئية عدة.
حيث سعت القافلة في نسختها الثالثة إلى إحياء الموروث التراثي العماني، وتعريف المشاركين ومتابعيهم في منصات التواصل الاجتماعي بالبادية العمانية، وما تملكه من مقومات سياحية وثقافية، وتراث تليد لايزال قائم في تلك المحافظة التي حافظت على رونقها البيئي، لتكون ملتقى من يسعى إلى الاستجمام والراحة في حضن الطبيعة البكر، والتعرف عن كثب على الموروث الشعبي العماني لسكان البادية، والعيش على نمطهم المعيشي القديم.
وقال احمد البحري باحث شؤون سياحية بوزارة السياحة: جاء تنظيم قافلة حداء الصحراء في إطار الجهود التي تبذلها وزارة السياحة الهادفة الى تعزيز السياحة الداخلية وتسليط الضوء على سياحة المغامرات الصحراوية حيث يأتي تنظيم هذه القافلة تزامنا مع الموسم السياحي الشتوي في السلطنة والذي تكثر فيه أنشطة التخييم وسياحة المغامرات الصحراوية.
واضاف: هدفت قافلة الحداءالى التعريف بالمقومات السياحية والبيئية والثقافية للسلطنة بصفة عامة ومظاهر الحياة والترحال في البيئة البدوية الصحراوية بصفة خاصة وذلك من خلال ما تضمنه برنامج القافلة في المخيمات التي زارها من أمسيات تراثية ثقافية تناولت الفنون والعادات والتقاليد والقيم المعروفة لدى ابناء البادية العمانية ومن خلال ما وزعته القافلة من كتب ومطبوعات ترويجية للتراث الثقافي والسياحة العمانية وما أتاحته من فرصة للسياح لتجربة ركوب الجمال وممارسة أنشطة مختلفة.
مبادرة ترويجية
من جهته، أكد أحمد بن ناصر الجنيبي المشرف على القافلة، على أن المبادرة استطاعت لفت انتباه العديد من الشباب، خصوصا من اصحاب منصات التواصل الاجتماعي، حيث تسعى المبادرة هذا العام بأن يكون هؤلاء أهم الادوات الترويجية للقافلة، ولرمال الشرقية، فالمشاركون يحرصون دوما على تدوين نشاطهم اليومي في القافلة عبر ما يملكونه من منصات اجتماعية، استطاعت ان تزيد من الشريحة التي تتعرف على القافلة وأهدافها المتنوعة، سواء كانت سياحية أو ثقافية أو بيئية، أو الترويج لحياة البادية العمانية.
وحول القافلة ومكوناتها، أشار الجنيبي إلى وجود عدد جديد من النشاطات التنافسية في النسخة الثالثة، جعلتها أكثر تفاعلا من النسخ السابقة، فقد أسهم العدد الكبير من المشاركين هذا العام في تقسيم المشاركين إلى 4 فرق، كل فرقة تعمل تحت قيادة أحد من الراحلة الاربع المشاركين، وحرصنا على توزيع المشاركين بحيث يتكون كل فريق من شعراء، ونجوم منصات التواصل الاجتماعي، مما زاد من زخم الفاعليات، واكسبها رونقا يناسب ما تملكه رمال الشرقية من رونق طبيعي خلاب، وبجانب الدور التوعوي والترويجي الذي قام به المشاركين، فقد اكتسبوا هم أيضا عبر النشاطات اليومية التي شهدتها القافلة على مدار 4 أيام، صفات جديدة مثل قوة التحمل، الصبر، المبادرة في الحفاظ على البيئة وصونها، وغيرها من الاضافات التي سيكون لها مردود على شخصية المشاركين في المستقبل.
واختتم الجنيبي حديثه قائلا، بأن القافلة حققت هذا العام نجاحا كبيرا وشهدت تفاعلا من السياح الموجودين فعلا في الموسم الشتوي الذي تتميز به رمال الشرقية في فصل الشتاء، كما اسهم تعدد المخيمات التي شاركنا بها إلى الترويج للمخيمات الموجودة بالمنطقة، وهو احد اهم اهداف المبادرة، كما اننا سعينا الى تعريف السائحين بكافة الموروثات العمانية التليدة، حيث عرفناهم من خلال نشاطنا الذي امتد إلى 100 كيلو متر داخل رمال الشرقية بصحبة أربعة رحالة عمانيين لهم تجاربهم ولهم تاريخ في مغامرات الرحالات على ظهور الإبل مثل محمد الزدجالي وعامر الوهيبي وأحمد المحروقي وحمود النهدي، إضافة إلى عدد من المشتركين في القافلة من الجهات الداعمة وعدد من محبي التصوير.
الزيارة الاولى
من جهته، قال غازي المطيري أحد المشاركين في القافلة، من المملكة العربية السعودية، وهو أحد الشباب الناشطين في منصات التواصل الاجتماعي، انه سمع منذ فترة طويلة بجمال رمال الشرقية، وحياة البادية التي تتمتع بها، لكن من خلال مشاركته وجد ان ما رأه يفوق ما سمعه، مشيرا إلى أن زيارة السلطنة كانت احدى امنياته التي حققها اخيرا، وأشار المطيري إلى أن أكثر ما لفت نظره خلال رحلته التي بدأت بمدينة مسقط، وانتهت في أحضان رمال الشرقية البالغة الجمال، هو هذا الجمع الملفت بين الحضارة والحداثة التي تملكها السلطنة، فمدينة مسقط من وجهة نظره، من أكثر المدن الذي شهدها جمالا وتطورا وحداثة، حيث زار معظم معالمها من جامعة السلطان قابوس والجامع الاكبر ومطرح وغيرها من الاماكن التي تضاهي اكبر مدن العالم، خصوصا مطار مسقط الذي وصفه بالتحفة المعمارية الحديثة المتطورة التي تمثل علامة تؤكد ما شهدته السلطنة من تقدم، في حين تمثل محافظة الشرقية عودة إلى الموروث العريق للسلطنة ولشبه الجزيرة العربية ككل، فخلال معايشتي على مدار4 ايام شعرت بحياة الاجداد، وانهى المطيري كلامه برغبته أن تكون محافظة ظفار هي محطته القادمة في الصيف القادم ليشاهد خريفها الذي طالما سمع عنه.
أما عبد القادر الشهراني، فقد أكد أنه لم ينتظر ليعود إلى المملكة العربية السعودية ليناقش رحلته المقبلة في السلطنة، بل كانت صور القافلة التي توثق يوميات المشاركين بها، والتي اضعها على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بي، وأكد أن زيارته القادمة للسلطنة ولرمال الشرقية قريبة جدا، حيث يسعى لعبور الرمال مجددا، والتعرف على سحر الصحراء واسرارها في الفجر والغروب مجددا، كما أحرص على تذوق الاكلات العمانية الشعبية الجميلة كالشواء والعرسية والثريد، وغيرها من الوجبات الفريدة التي صنعنها بأيدينا وتعلمنا مراحلها على يد الخبراء.
العودة إلى الاصول
أما الرحالة أحمد بن حارب المحروقي، فقد ابدى سعادته للمشاركة الثالثة على التوالي في قافلة حداء الصحراء في رمال الشرقية، مبديا حماسة للمشاركة وكأنها المرة الاولى، مشيرا إلى أنه مع زملائه الرحالة المشاركين في القافلة، محمد الزدجالي وعامر الوهيبي وحمود النهدي، شعروا بأن لديهم رسالة لابد أن يقوموا بإيصالها للشباب، حيث يسعون لإعادة الاعتبار لموروث البادية الثقافي، مؤكدا أن الكثير من شباب عمان لا يعرفون عن حياة البادية، ، فنحن نحمل عبر ترحلنا رسالة مفادها العودة إلى الاصول، لنقول للأجيال القادمة هكذا كنا نعيش، وهي رسائل اعتدنا على حملها.
البيئة حاضرة
وكانت الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة (بيئة) أبرز المؤسسات الحكومية التي شاركت ودعمت القافلة، واشار حسين النبهاني مسؤول الاعلام بالشركة (بيئة) بأن الشركة حرصت من خلال مشاركتها على التوعية بالقيم البيئية وتمكين الشباب المشارك منها، ليكون نموذج لغيره من السائحين الراغبين في التمتع بالأماكن السياحية البيئية في السلطنة مثل رمال الشرقية، بالإضافة إلى تعريف المجتمع بما تملكه السلطنة من مقومات سياحية وبيئية متنوعة، كل منها لديه سحره وجماله المختلف، كما أننا حرصنا على حث الشباب على تنظيم الاماكن التي يقومون فيها أنشطتهم ليكونوا قدوة لغيرهم من السياح، فنحن نؤمن أن اهم المقومات السياحية التي تملكها السلطنة هي بيئتها البكر، وان معظم الاماكن السياحية في السلطنة تدخل في إطار السياحة البيئية، لذا نوعي الشباب بأن استدامة النشاط السياحي لابد أن يرتبط بصون البيئة والحفاظ عليها، كما طالبنا المشاركين بنشر تلك الرسائل عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم لتكون الرسالة أعم واوضح، وتسهم في تحقيق المرجو منها.