مواقع ترفيهية
وادي رم رحلة عبر الزمن إلى عصور ما قبل التاريخ
يتميز هذا النظام البيئي الساحر في الصحراء الأردنية بالكثبان الرملية الحمراء الواسعة وأقواس الحجر الرملي الشاهقة التي تتزين بنقوش العصر الحجري ليوفر نافذة نادرة تطل على البدايات الأولى للبشرية.
تمتد هذه المنطقة المحمية على مساحة 720 كيلو متراً مربعاً وتقع على بعد ساعة ونصف بالسيارة من موقع البتراء التاريخي في الأردن.
يتأثر الوادي بعوامل الطقس الطبيعية فالشتاء قاسٍ حتى إن درجات الحرارة تصل إلى التجمد ليلاً، في حين أنه حار في الصيف لتتجاوز 40 درجة مئوية، ويعتبر معتدلاً في مواسم الذروة بالربيع والخريف.
يشتهر وادي رم باسم وادي القمر يحتوي على الكثير من آثار الإنسان في مراحل تاريخية مختلفة تبدأ من عصور ما قبل التاريخ، عاش فيها داخل التكوينات الصخرية في غارغانتوان وفوق الكثبان الرملية المتعرجة وتحت السماء الليلية الصافية، يساوي حجم الوادي حجم مدينة نيويورك، ويأخذ لونه الأحمر من ارتفاع نسبة أكسيد الحديد.
يعيش في المنطقة ما يعرف بالبدو الرحل، وتقتصر مصادر الدخل الرئيسية للمنطقة على السياحة والمبادرات الدولية للحفاظ على هذه الصحراء الخلابة.
يأخذك وادي رم في رحلة عبر التطور الجيولوجي للأرض، حيث تعتبر الكثير من الخصائص الطوبوغرافية أقدم من صدع البحر الميت الذي يشكل الحدود الغربية للأردن. برزت الهضاب الضخمة من بحر الرمل نتيجة الحركة التكتونية البدائية، وقد أدت الرياح المتدفقة والفيضانات الشتوية إلى تشكل الوديان العميقة، في حين رسم الحجر الرملي أبراجا طبيعية رائعة وأقواسا منحنية مذهلة.
تتنوع الحيوانات والنباتات التي تعيش في الوداي، حيث يوجد أكثر من 130 نوعاً من الحيوانات الليلية التي لا تعيش سوى في الوادي، كما يحتوي على حيوان الوعل النوبي النادر، في حين يتكون الغطاء النباتي من الشجيرات والغابات شديدة القلة وبعض الأشجار.
تتوفر مجموعة كبيرة من الأنشطة في الهواء الطلق في وادي رم، مثل تسلق الصخور والمشي لمسافات طويلة والتخييم. ويشتهر الوادي برحلاته الشراعية وتجربة ركوب منطاد الهواء الساخن، وركوب الجمال. ولن يفوت محبي المغامرة فرصة القفز بالمظلة ليشاهدوا أجمل إطلالات وادي رم.
ويعتبر سباق الهجن من أشهر المهرجانات التي تقام في الوادي، وهو واحد من أقدم الرياضات في العالم، ولم تعد سباقات الجمال الحديثة تشمل الفرسان البشريين وإنما الروبوتات.
إن المشهد الثقافي والمناظر الرائعة لا تقتصر على الوادي، وإنما تأخذك الرحلة تحت السماء المرصعة بالنجوم إلى مدينة البتراء الأثرية التي تفتخر بهندستها المعمارية التي تعود إلى آلاف السنين.