مواقع ترفيهية
السفر إلى مالطا وسياحة التذوق
في عالم ينشغل فيه الطهاة بالحداثة والمعاصرة، شرعت مالطا في اتّباع نهج مختلف، وفي هذا الإطار يُمكِّن برنامج تراث مالطا لتاريخ التذوُّق السائحين في مالطا من العودة في الزمن لتجربة مجموعة من أطعمة جزر البحر الأبيض المتوسط من القرن الثامن عشر، وذلك في متاحف الدولة. ومن الوجبات الخفيفة إلى الموائد الاحتفاليَّة والحلويات اللذيذة، قام فريق محترف من القيّمين والطهاة، بإعداد أطباق تجذب السائحين وذوَّاقة الطعام.
يمكن للسائحين في مالطا المتعة بوجبة عشاء مستوحاة من رحلة القراصنة، التي قام بها الكابتن ميشيل بيكاسو سنة 1791، مع استقبال مستوحى من مذكَّرة مالطية كُتبت سنة 1770. يشمل العشاء: المشروبات المثلَّجة والباردة التي كانت شائعة في ذلك الوقت، واللحوم المُتبَّلة بتوابل الشرق الأقصى، تذكيرًا بنكهات مالطا القديمة.
ويمتلك زائرو جزيرة مالطا من الذوَّاقة العديد من الخيارات لإشباع رغباتهم، ومنها: الخبز بالزيت وشوربة الأرانب وفطيرة السمك والمعكرونة المطبوخة والفطائر الشهيَّة. وتدين مطاعم مالطا بالكثير لتاريخ مطبخ الجزيرة العريق الذي يرجع إلى العصرين الحجري والروماني.
وكما هي حال معظم الوجهات السياحيَّة، فإنَّ مالطا أصبحت توفِّر خدمات خاصَّة بالمستهلكين الواعين بالصحَّة، وتُركِّز على لوائح الطعام البسيطة، مع الاستفادة من منتجاتها الموسمية الفريدة.
إشارة إلى أنَّ مبادرة تاريخ المذاق تُمثِّل إحدى الوسائل التي تتبعها مالطا للحفاظ على الروابط التاريخيَّة.
من جهةٍ ثانيةٍ، تستمرُّ مدينة فاليتا بجذب السياح بصفتها عاصمة الثقافة الأوروبيَّة في العام الماضي.
السياحة في فاليتا
قصر “غراند ماجستير”: بُني القصر بتكليف من غراند ماستر فرا بييترو ديل مونتي في القرن السادس عشر، وكان مقرًّا لفرسان مالطا، ثمَّ خضع للتوسيع في القرون التالية. يستخدم البرلمان حاليًّا جزءًا من المبنى، فضلًا عن وجود مكتب لرئيس مالطا، أمَّا الأجزاء الأخرى فمفتوحة للجمهور، حيث تتعدَّد الغرف المذهّبة والمزدانة بلوحات فخمة من طراز الـ”باروك” من القرن الثامن عشر.
ويُعتبر مخزن الأسلحة من الأجزاء الأكثر روعةً في القصر، إذ يعرض دروع الفرسان والأسلحة من سيوف وأقواس ومدافع يرجع تاريخها إلى الفترة الممتدة بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر، فضلًا عن أسلحة العثمانيين.
“غراند هاربور”: ترسو السفن الحربيَّة في هذا الميناء الذي تُحيط به الحصون وأبراج الدفاع الضخمة الشاهدة على الحصار سنة 1565، الحدث الأكثر شهرةً في تاريخ مالطا، بقيادة غراند ماستر جان دي فلت، الذي هزم الغزاة.
أمَّا اليوم فإنَّ “غراند هاربور” يسمح بدخول السفن الكبيرة التجاريَّة وعابرات المحيط والسفن السياحية. تقع فروع الميناء قبالة الجداول الصغيرة، وتضمّ العديد من المراسي لليخوت. وتوفر موانئ فاليتا ما يكفي من الأحواض لآلاف اليخوت، ما يجعلها إحدى المرافئ الأكثر كبرًا في العالم. وتضمّ منطقة الميناء مدنًا صغيرة ذات كثافة سكَّانية عالية، بما في ذلك كالكارا وفيتوريوسا كوسبيكو وسنجليا وباولا ومرسى.
مسرح “مانويل”: يعدُّ هذا المسرح واحدًا من مسارح أوروبا الأكثر قدمًا؛ تحتوي القاعة المذهَّبة فيه على الكراسي المخمل الفخمة. وهناك، تحلو الجولة رفقة الدليل الصوتي. خلال موسم المسرح الممتد من سبتمبر/أيلول حتَّى مايو/أيار، ثمة عروض في المساء تشمل حفلات الموسيقى الكلاسيكيَّة والأوبرا والرقص والمسرح الدرامي والفنون البصريَّة.
إشارة إلى أنّ المسرح يستضيف في كانون الثاني/يناير مهرجان الـ”باروك” الشهير. وفي باحة المسرح، يتوافر مقهى للاستمتاع بوجبة خفيفة من مطبخ صقلية.