سياحة عربية

الإمارات.. تنويع عوامل الجذب يعيد رسم خارطة السياحة الداخلية

أعاد التوسع المتواصل في تنويع عوامل الجذب السياحي في دولة الإمارات، والذي بلغ ذروته خلال السنوات الخمس الأخيرة، مع افتتاح العديد من المعالم التاريخية والتراثية والترفيهية، رسم مشهد السياحة الداخلية، الأمر الذي أسهم وفقاً لخبراء في القطاع السياحي في تراجع الطلب على البرامج السياحية الخارجية خلال فترات العطلات القصيرة، ومنها عطلة الربيع الحالية.

وأكد هؤلاء أن القطاع السياحي في دولة الإمارات يشهد منذ بداية العام الجاري موجة من الانتعاش والنمو، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، لافتين إلى أن النمو الكبير في السياحة الداخلية خلال عطلة الربيع بالتزامن مع ذروة الموسم السياحي في الدولة، أسهم في رفع مؤشرات الأداء في القطاع بوجه عام، وخاصة على صعيد الإشغال الفندقي، والطلب على الوجهات الترفيهية في مختلف إمارات الدولة، وكذلك على سياحة المغامرات والسياحة البيئية.

وتوقع هؤلاء أن يشهد القطاع السياحي في الدولة نمواً ملحوظاً خلال العام الماضي، مدفوعاً بالطلب الكبير من الأسواق الجديدة وعودة الأسواق التقليدية للنمو مرة أخرى، وخاصة السوق الروسي الذي يشهد معدلات نمو قوية في التدفقات السياحية القادمة إلى الإمارات، وكذلك السوق الصيني والعديد من الأسواق الآسيوية الأخرى، وكذلك الطلب الكبير من السياحة الداخلية التي يتزايد دورها بشكل واسع في تعزيز نمو القطاع.

وقدر عاملون في القطاع الفندقي بالدولة متوسط إشغال الفنادق خلال عطلة الربيع بأكثر من 90%، في شريحة فنادق المدينة والمصاحبة لمراكز التسوق وبنسبة تصل إلى 100% في المنتجات الشاطئية والقريبة من المرافق الترفيهية المتعددة في أبوظبي ودبي، متوقعين أن يتواصل الإشغال المرتفع بالفنادق حتى نهاية شهر أبريل الجاري، مع تواصل زخم التدفقات السياحية من الأسواق الخارجية والسوق المحلي لحين دخول شهر رمضان، لافتين إلى أن نسبة السياحة الداخلية خلال الإجازات القصيرة تصل إلى نحو 30% من مجمل نزلاء الفنادق.

وأكد غسان العريضي، الرئيس التنفيذي لشركة «ألفا لإدارة الوجهات السياحية»، أن المتنزهات والوجهات الترفيهية التي تحتضنها الإمارات، على غرار «عالم فيراري وياس وتر ورلد ووارنر براذرز أبوظبي ودبي باركس وآي إم جي والقرية العالمية»، وغيرها تعد من عوامل الجذب الجديدة، التي عززت من مكانة الدولة في القطاع السياحي والترفيهي على المحلي والعالمي، بعد أن أسهمت في تنويع المنتج السياحي لاستقطاب ملايين الزوار والسياح من مختلف دول العالم، فضلاً عن تنشيط حركة السياحة الداخلية.

وأوضح، أن أهمية المدن والوجهات الترفيهية في الإمارات، تنطلق من القيمة الإضافية التي توفرها لتنوع المنتج السياحي في الدولة بشكل عام، فضلاً عن كونها تلبي احتياجات شريحة مهمة وحيوية من الزوار وهي السياحة العائلية، مشيراً إلى أن المدن والوجهات الترفيهية، تعتبر عنصراً مهماً من البنية التحتية السياحية في العالم، لا تقل أهمية عن المطارات وشركات الطيران.

وفيما يتعلق بالسياحة الداخلية أشار العريضي إلى تسجيل نمو قوي في السياحة الداخلية خاصة خلال العطلات، ومنها عطلة الربيع الحالية، حيث بات المواطنون والمقيمون يفضلون الاستمتاع بما يوفره لهم القطاع من مقومات وعوامل جذب استثنائية تغنيهم عن السفر للخارج خاصة في هذه الأجواء الرائعة، مشيراً إلى أن تعدد الوجهات الترفيهية والتوسع في المعالم الجديدة، سواء التاريخية والتراثية أو الطبيعية يتيح للأسر زاد من الخيارات المتوافرة أمام الأسر والعائلات لاستكشاف هذه الوجهات في كافة إمارات الدولة، حيث تقدم كل إمارة لزوراها منتجات متنوعة وتجربة مختلفة.

وأوضح، أن الأداء الممتاز للقطاع السياحي في الدولة منذ بداية العام وحتى الآن، يرجع إلى العديد من العوامل التي ساعدت على هذا الانتعاش، أبرزها قوة العلامة السياحية لدولة الإمارات في الأسواق العالمية، والتي باتت تتصدر المقاصد السياحية المفضلة للسياح من كافة أنحاء العالم بفضل ما تتمتع به من معالم سياحية متفردة ومتنوعة توفر للسائح طيفاً واسعاً من الخيارات، فضلاً عن عوامل الأمن والاستقرار وجودة الخدمات والبنية التحتية وسهولة الوصول، إلى جانب الطقس المثالي في هذه الفترة واستضافة الدولة للعديد من الأحداث العالمية الضخمة.

المنتجعات الصحراوية تعزز جاذبية  الإمارات السياحية  (الاتحاد)

من جهته، أشار أحمد حسين بن عيسى مدير عام المتنزهات الترفيهية في دي إكس بي إنترتينمينتس، إلى أن المتنزهات الترفيهية نجحت في رفد المنتج السياحي في الإمارات بعوامل جذب جديدة، سواء للسياح الدوليين أو الزوار من داخل الدولة، مشيراً إلى أن النمو الملحوظ في أعداد الزوار من السوق المحلي إلى دبي باركس أن ريزورتس، وكذلك ارتفاع معدلات الإشغال، خلال مواسم العطلات والإجازات سواء القصيرة أو الطويلة، يعكس الجاذبية التي تتمتع بها دبي باركس آند ريزورتس كإحدى المنتجعات العائلية المفضلة للاستجمام في دولة الإمارات.

وتعكس النتائج السنوية لـ2018 لشركة (دي اكس بي إنترتيمنتس) النمو الكبير الذي حققته الوجهة في أعداد الزوار خلال العام 2018 والتي بلغت ما يقارب 2.8 مليون زيارة، بزيادة نسبتها 22% مقارنة بالعام 2017.

وتشير بيانات الربع الأخير من 2018 والذي تزامن مع انطلاقة الموسم الشتوي، إلى استقطاب دبي باركس آند ريزورتس أكثر من 819 ألف زيارة، مستفيدة من ارتفاع الطلب على الوجهة خلال العطلات التي تزامنت مع هذه الفترة وتنظيم الوجهة للعديد من الفعاليات منها احتفالية الهالوين، واحتفالية اليوم الوطني الـ 47 لدولة الإمارات، فضلاً عن أحياء العديد من العروض الترفيهية والباقات التفاعلية العائلية، احتفالاً بإجازة الشتاء المدرسية، الأمر الذي ساهم في بدوره في ارتفاع معدل الإشغال في فندق لابيتا في الربع الرابع إلى 63% ووصل إلى ذروته عند نسبة 100% في الأيام الأخيرة من العام 2018.

وفي السياق ذاته، أكد بدر أنوهي الرئيس التنفيذي للقرية العالمية، أن الإقبال الفائق على القرية العالمية في موسهما الحالي دفعها وبناء على طلب الزوار لتمديد الموسم أسبوعاً إضافياً، مشيراً إلى أن التمديد تزامن مع عطلة الربيع المدرسية، الأمر الذي يعكس جاذبية القرية للأسر والعائلات.

وقال أنوهي أن الموسم الثالث والعشرين للقرية شكل نقلة نوعية في تاريخ القرية، مشيراً إلى أن الإنجازات التي حققتها القرية على مدار المواسم الماضية مكنتها من أن تصبح متنزهاً ثقافياً ترفيهياً عالمياً يحمل علامة تجارية إماراتية في مجال صناعة الترفيه، يستقطب الأسر والعائلات والأفراد من مختلف الشرائح العمرية. وأوضح أنوهي أن المؤشرات الأولية للموسم الحالي للقرية تتجه نحو تحقيق موسم استثنائي مع تسجيل أعداد الزوار نسبة نمو بلغت حتى الآن نحو 7%، ليقترب بذلك العدد المتوقع بنهاية الموسم من الوصول إلى حاجز السبعة ملايين زائر 70% منهم من المواطنين والمقيمين بالدولة و30% منهم سياح من خارج الدولة.

وأفاد الرئيس التنفيذي للقرية أنه وفقاً للإحصاءات الخاصة بجنسيات زوار القرية العالمية، يشكل المواطنون نحو 25% من الزوار، ونفس النسبة من الزوار العرب، بينما تبلغ نسبة الزوار الآسيويين نحو 35%، ونسبة الأجانب 10% و5% من جنسيات أخرى.

ومن جهته، قال باتريك انطاكي، المدير العام لمنتجعي سبا المها الصحراوي في دبي، ولو ميريديان شاطئ العقة بالفجيرة، أن التنوع الكبير في عوامل الجذب السياحي الذي تتمتع به دولة الإمارات يسهم في تعزيز تجربة السياح من السوقين المحلي والخارجي وتوفير خيارات متعددة أمامهم، لافتاً إلى أن كل إمارة توفر لسائح تجربة مختلفة، مشيراً إلى أن دبي وأبوظبي يعدان من الوجهات السياحية الأكثر استقطاباً للسياح في العطلات، لما يتمتعان به من مرافق جذب سياحي متنوعة ومتعددة.

وأفاد أنطاكي، بأن الطلب على الفنادق أخذ يرتفع بشكل لافت في الآونة الأخيرة من العام 2019 بعد فترة من التباطؤ، مشيراً إلى أن معدلات الطلب على الحجوزات خلال عطلة الربيع الحالية ارتفعت لتصل إلى 100% في المنتجعين.

وقال ناروز ساركس، المدير العام لشركة «بالحصا» للسياحة، إن تراجع الطلب على حجوزات البرامج السياحية للخارج خلال عطلة الربيع الحالية، وكذلك خلال العطلات القصيرة، من قبل العائلات والأسر في دولة الإمارات، مرجعاً ذلك إلى التنوع الواسع للمنتج السياحي في الدولة ودخول العديد من عوامل الجذب الجديدة إلى السوق، والتي أسهمت في تفضيل الأسر تمضية هذه العطلات في البلاد والاستمتاع بالطقس الرائع، وأيضاً الاستفادة بالعروض القوية التي تقدمها الفنادق والمنتجعات في مختلف إمارات الدولة.

وأوضح ساركيس أن تعدد وتنوع الخيارات أمام السياحة الداخلية دفع العديد من الأسر والأفراد إلى مراجعة خطط وبرامج السفر للخارج وقصرها على الرحلات الطويلة خلال موسم الصيف الذي يشكل ذروة موسم العطلات الخارجية.

إغلاق