سياحة عربية
الإمارات.. خطة لتطوير السياحة في عجمان والعائدات 467 مليوناً
كشف الشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي، رئيس دائرة التنمية السياحية في عجمان، عن بدء العمل في تنفيذ خطة تستهدف تطوير العمل بالقطاع السياحي بهدف مواكبة خطة رؤية عجمان 2021، وترتكز على أربعة محاور أساسية تشمل توثيق العلاقة ما بين القطاعين العام والخاص، والمشاركات الخارجية للترويج للقطاع السياحي في الإمارة وفتح أسواق جديدة، وتنظيم أنشطة وفعاليات تساهم في تعزيز السياحة الداخلية، إلى جانب تقديم حوافز للمستثمرين في القطاع السياحي.
وقال رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في عجمان إن إجمالي إيرادات الإمارة من السياحة والضيافة في 2018 ارتفع إلى 467 مليون درهم.
وذكر أن الطاقة الاستيعابية لفنادق عجمان مع نهاية عام 2018 بلغت 6119 سريراً في 39 منشأة فندقية، فيما وصل عدد الليالي التي قضاها الزوار 1.570.335 ليلة فندقية. وتستهدف الدائرة ضمن رؤية عجمان 2021 استقبال 800 ألف نزيل في الفنادق والشقق الفندقية، حيث تعتبر السياحة رهاناً أول لتنمية الاقتصاد المحلي.
وأشار إلى إطلاق الدائرة جائزة عجمان للسياحة المستدامة «جوائز مدامة» والتي تستهدف تعزيز مبدأ التنمية المستدامة للإمارة والعمل من أجل جعل السياحة رافداً مستداماً للناتج المحلي ويعزز مسيرة التنمية الاقتصادية. وفي ما يلي نص الحوار:
ما أبرز ملامح الخطة الاستراتيجية لدائرة التنمية السياحية في عجمان؟
إن استراتيجية دائرة التنمية السياحية في عجمان تتناغم مع ما تتميز به الإمارة من موقع استراتيجي، وبنية تحتية متطورة من طرق وميناء ومناطق صناعية، وبيئة داعمة للاستثمار، وحوافز جاذبة، وسياسات معززة للنمو الاقتصادي والسياحي.
وتستهدف الدائرة ضمن رؤية عجمان 2021 استقبال 800 ألف نزيل في الفنادق والشقق الفندقية، ومجموع مليونين و200 ألف ليلة لنزلاء الفنادق بزيادة نسبتها 64%، ما يعكس التقدم الإيجابي في التنمية الشاملة الهادفة للوصول إلى سياحة مستدامة.
ما أهم الخطط والبرامج الجديدة للدائرة لتعزيز القطاع السياحي؟
بدأت دائرة التنمية السياحية منذ بداية العام الجاري تنفيذ خطة تستهدف تطوير العمل بالقطاع السياحي بهدف مواكبة خطة عجمان 2021، ويمكن القول إن هذه الخطة ترتكز على أربعة محاور أساسية:
المحور الأول يتضمن تنظيم آليات العمل داخلياً من خلال توثيق علاقة الدائرة بين القطاعين الحكومي والخاص من خلال تفعيل آليات التنسيق على مختلف المستويات، ويرتكز المحور الثاني على الشق الخارجي من حيث تفعيل المشاركات الخارجية في أهم الفعاليات والأحداث العالمية المتخصصة بقطاع السياحة والسفر، بالإضافة إلى تنظيم الجولات التعريفية التي تستهدف الوصول إلى أسواق جديدة واكتساب شركاء جدد وتوثيق العلاقة مع الشركاء القدامى.
ويستهدف المحور الثالث النشاطات الداخلية والعمل على زيادتها سواء من حيث التنظيم أو الرعاية لما لهذه الأنشطة من أهمية في نمو السياحة الداخلية والعائلية. بينما يركز المحور الرابع على المستثمرين في القطاع السياحي، حيث تواصل دائرة التنمية السياحية في عجمان العمل مع المستثمرين بمختلف الأسواق وتسعى إلى تقديم الحوافز واستعراض الفرص من خلال لقاءاتها ومشاركاتها في المعارض المحلية والعالمية وبالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى.
ما الأعمال التي أنجزت في سبيل الترويج السياحي؟
هناك العديد من الأعمال التي تم إنجازها على صعيد الترويج السياحي، سواء في ما يتعلق بالمشاركات الخارجية أو في رعاية وتنظيم الأحداث والفعاليات الداخلية التي تعتبر من أهم وسائل الترويج الحديثة.
فقد شاركت سياحة عجمان في أهم المعارض العالمية المتخصصة بالقطاع السياحي، ولا سيما معرض بورصة برلين للسياحة والسفر، وسوق السفر العالمي، وسوق السفر العربي، وداخلياً قامت الدائرة برعاية وتنظيم العديد من الفعاليات التي أحدثت نشاطاً سياحياً ومنها على سبيل المثال المشاركة في فعاليات تحدي دبي للياقة، وتحدي الأولين، وسباق عجمان للجري، ومعرض السيارات الكلاسيكية، وأسبوع الابتكار.
ولا شك بأن جميع هذه المشاركات وغيرها تستهدف الترويج السياحي للإمارة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو ما أصبحنا نجني ثماره من خلال النمو الذي تحققه الإمارة سنوياً في أعداد الزوار.
هل يمكنكم تسليط الضوء على أهم الفرص المطروحة للمستثمرين في القطاع السياحي بعجمان؟
الفرص دائماً مطروحة للمستثمرين في مختلف الأنشطة السياحية بما فيها الفنادق والمدن الترفيهية والفعاليات، ونحن نسعى إلى توفير التسهيلات اللازمة بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى. وهناك حرص من مختلف الدوائر الحكومية في عجمان على دعم الجهود الرامية إلى تحفيز القطاع السياحي المحلي للمساهمة في تعزيز الشراكة الاستثمارية مع رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب الراغبين في تنفيذ مشاريع حيوية وخدمية بمختلف القطاعات الاقتصادية.
وتمنح عجمان للمستثمرين في القطاع الفندقي مزايا رائدة، في مقدمتها الخدمات الحكومية وبيئة الاستثمار المميزة والمحفزة للإبداع والابتكار. كما أن عجمان تمتلك واحداً من أعلى معدلات التنويع الاقتصادي في المنطقة، وتتمتع بموقع استراتيجي مهم بين أوروبا والشرق الأقصى.
ما أبرز إنجازات الدائرة العام الماضي وكم بلغت عائدات السياحة؟
هناك العديد من الإنجازات التي حققها القطاع السياحي في الإمارة العام الماضي وبداية العام الجاري نتيجة ارتفاع عدد الزائرين في الإمارة بسبب الدعم القوي الذي تلقاه قطاع السياحة من السوق المحلي وبعض الأسواق الخارجية فنجح في تعزيز مكانته فيها.
وتشير التوقعات إلى أن هذا القطاع سيواصل النمو هذا العام بدعم من تعافي بعض الأسواق، مثل السوق الروسي والصيني وتوسع الناقلات الوطنية ووصولها إلى وجهات جديدة، الأمر الذي يشكل رافداً مهماً للقطاع السياحي.
ونجحت الإمارة في جذب كبار المطورين المتطلعين للاستفادة من نقاط الجذب ومن موقعها المتميز على ساحل الخليج العربي، كما أن الطبيعة الرائعة في عجمان مثل الحياة البرية المتنوعة في خور القرم والفنادق الفخمة والمراسي ومراكز التسوق وغيرها، تشكل نقاط الجذب التي ترتكز عليها خطط الإمارة في تعزيز استدامة نمو القطاع السياحي. حيث ارتفع إجمالي إيرادات الإمارة من السياحة والضيافة في العام الماضي إلى 467 مليون درهم.
ما المبادرات التي أطلقت لتنشيط القطاع السياحي في الإمارة؟
هناك العديد من المبادرات التي أطلقتها دائرة التنمية السياحية للارتقاء بالقطاع السياحي وتعزيز الشركات المجتمعية، منها على سبيل المثال مبادرة «التفتيش الأبيض» لتقييم المنشآت السياحية والفندقية بأسلوب حضاري والتأكد من التزامها بتقديم الخدمات السياحية بأعلى المعايير والمواصفات العالمية المعتمدة، كما أطلقت الدائرة جائزة عجمان للسياحة المستدامة «جوائز مدامة» التي تستهدف تعزيز مبدأ التنمية المستدامة للإمارة.
وهناك العديد من المبادرات مثل مبادرة «همم العطاء» التي تزامنت مع عام زايد واستهدفت تأهيل وتدريب وتوظيف أصحاب الهمم. وغيرها من المبادرات التي أسهمت بشكل كبير في تسليط الضوء على النشاطات السياحية بالإمارة.
كيف تكون السياحة الرهان الاقتصادي الأول لإمارة عجمان؟
تعتبر السياحة من القطاعات التي يراهن عليها الاقتصاد المحلي في عجمان، وخاصة أن الإمارة تمتلك العديد من المقومات السياحية، كما أنها تمتاز بتنوع معالمها السياحية، فنجد السياحة التاريخية، والسياحة البحرية، والسياحة الجبلية، والسياحة الطبيعية والبيئية، وسياحة السفاري، بالإضافة إلى سياحة الفعاليات والمهرجانات.
لذلك فإن إمارة عجمان تعول كثيراً على هذا القطاع وتسعى إلى تطويره بهدف زيادة مساهمته في الاقتصاد المحلي، وهي بحاجة إلى تضافر الجهود بين جميع المؤسسات العامة والخاصة لتحقيق هذا الهدف.
كيف تساهم دائرة التنمية السياحية في استقطاب المستثمرين للقطاع السياحي؟
نحن نواصل العمل بناءً على توجيهات القيادة الرشيدة التي تحث دائماً على توفير التسهيلات وفتح آفاق جديدة للمستثمرين في القطاع السياحي واستقطاب الشركات العالمية المتخصصة بمجال السياحة، ونجحنا في هذا الإطار من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات مع القطاع الخاص سواء من السوق المحلي أو من السوق العالمي وهو الأمر الذي انبثق عنه افتتاح مجموعة من الفنادق ومنشآت الشقق الفندقية من مختلف الفئات.
ما أبرز مشاركات الدائرة الخارجية العام الماضي وماذا أثمرت؟
شاركت دائرة التنمية السياحية في معظم المعارض والمؤتمرات الرئيسة المتخصصة مثل سوق السفر العالمي، ومعرض بورصة برلين، وسوق السفر العربي، وغيرها من المعارض التي كان لها آثار إيجابية من خلال توقيع اتفاقيات جديدة مع شركات مؤثرة وتجديد الشراكات القديمة، كما تم تسليط الضوء على أبرز الخدمات التي يقدمها القطاع السياحي في الإمارة وعلى المعالم السياحية فيها، وقمنا العام الماضي بافتتاح أول مكتب للدائرة خارج الإمارات في المملكة المتحدة من أجل تعزيز علاقاتنا مع مجال السياحة بالمملكة المتحدة وأيرلندا.
وقد كان لهذه الجهود انعكاسات جيدة يمكن ملاحظتها من خلال النمو الذي حققته الإمارة في أعداد الزوار من مختلف الأسواق.
وتوقع الشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي دخول المزيد من الغرف الفندقية للخدمة خلال الفترة المقبلة. وفيما يتعلّق بالأعوام المقبلة هناك مشاريع فندقية قيد الإنشاء سيتم افتتاحها على مراحل ستسهم في تحقيق مستهدفات رؤية عجمان 2021.
وقال إن هناك العديد من المشاريع التي تم افتتاحها أخيراً منها منتجع كرفانا الزوراء الذي يضم 10 شاليهات في منطقة الزوراء، وشكل إضافة حقيقية لتنوع القطاع السياحي بالإمارة، بالإضافة إلى افتتاح منتجع أوبروي بيتش الزورا الواقع أيضاً في منطقة الزوراء، كما تم أخيراً إضافة «راديسون بلو عجمان» الذي يضم 148 غرفة وجناحاً، وفندق ويندام جاردن كورنيش عجمان، وهو أول فنادق ويندام جاردن في الإمارات.
وأضاف أن هناك آليات متنوعة للتنسيق مع الدوائر الأخرى، وفي الحقيقة هناك تعاون من مختلف الأطراف والجهات، حيث يحرص الجميع على الارتقاء بإمارة عجمان في مختلف القطاعات، والجميع يسعى إلى تحقيق رؤية عجمان 2021 كل في مجاله.
ونحن نعمل على تلمس احتياجات المستثمرين في القطاع السياحي ومعرفة طموحهم وآمالهم في هذا القطاع الحيوي والسعي لإزالة العقبات كل بهدف إنجاح أعمالهم.
وأكد أن برامج الترويج السياحي والفعاليات تأخذ في الحسبان الإجازات والمواسم، ليس فقط في الإمارات ولكن أيضاً بالأسواق العالمية الرئيسية، ونحن نراعي في فعالياتنا مثلاً عيدي الفطر والأضحى، وشهر رمضان، وإجازة رأس السنة الصينية، ورأس السنة الميلادية، والأعياد الهندية، ونحاول تنظيم الفعاليات والأنشطة التي تتناسب مع هذه المناسبات، كما أن الإجازة المدرسية في الأسواق الخليجية وتحديداً في المملكة العربية السعودية تعتبر من المواسم السياحية المهمة.
وخلال الصيف نحاول التركيز على الفعاليات التي تقام في الأماكن المغلقة، بينما خلال الشتاء نركز على الأماكن المكشوفة، وخصوصاً في منطقة الزوراء وعلى كورنيش عجمان.
وأكد الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي أن دائرة التنمية السياحية في عجمان تحرص على ترسيخ جوانب مهمة من تاريخ الإمارة، وتقدم توثيقاً يستفاد منه في الجوانب السياحية، وتوسيع المعرفة، وربط الأجيال الجديدة بالتاريخ والآثار.
وقال إن جهود الدائرة تركز على رفع الوعي الثقافي بعوامل الجذب والتقاليد المتميزة والآثار التاريخية والمعالم المتنوعة في الإمارة، وتعزيز جهود حماية التراث والمواقع التاريخية في الدولة؛ ما يضمن استمرار تمتع المقيمين والسياح على حد سواء بثقافة وآثار الإمارات، ويدعوهم إلى احترام القيم الثقافية للمجتمع المحلي.
وأضاف أن الإمارة تفخر بامتلاكها حصن عجمان، الذي تعتبره أهم معلم أثري يمكن أن يزوره السائح، ويعود تاريخ إنشاء هذا الحصن حسب علماء آثار إلى القرن الثامن عشر.
وقال الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي إن هناك العديد من المشاريع تحت التنفيذ وهناك مشاريع أخرى لا تزال تحت الدراسة وسيتم الإعلان عنها فور الانتهاء من دراستها والاتفاق مع المطورين عليها، بهدف جذب السياح إلى الإمارة.
وأكد أن القطاع السياحي في عجمان واصل تحقيق إنجازات نوعية على العديد من المسارات المتعلقة بالطاقة الاستيعابية للفنادق والمشاريع السياحية بالتماشي مع ارتفاع معدلات النمو السنوية في عدد الزوار، وهو ما أسهم في توفير طاقة استيعابية لتدفق السياح وتنويع المنتج السياحي بدءاً من الفنادق الصغيرة والمتوسطة، وصولاً إلى الفنادق الفاخرة.
وأشار إلى أن الطاقة الاستيعابية لفنادق عجمان مع نهاية عام 2018 وصلت إلى 6119 سريراً في 39 منشأة فندقية، فيما وصل عدد الليالي التي قضاها الزوار في هذه المنشآت إلى 1.570.335 ليلة فندقية.
وشدد الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي على أن صناعة السياحة والسفر تعتبر من أهم وأكبر الصناعات وأكثرها تنوعاً في العالم؛ وعليها تعتمد الكثير من الدول، كمصدر رئيسي للدخل، وتوفير فرص العمل، ونمو القطاع الخاص، وتنمية البنية التحتية.
واستشعرت عجمان أهمية هذه الصناعة فبادرت في التوجه إلى إيجاد رافد اقتصادي واعد من خلال التنمية السياحية، وأنشأت دائرة التنمية السياحية وهي الجهة التي تتولى الترويج للمعالم السياحية.
وأشار إلى أن هناك العديد من الفعاليات والبرامج ضمن خطة الدائرة للعام الجاري منها ما يستهدف السوق المحلي وأخرى تستهدف الأسواق الخارجية، حيث سيتم الإعلان عن كل فعالية من هذه الفعاليات في وقتها، لكن بشكل عام نحن نسعى إلى تكثيف الفعاليات والأنشطة على الصعيد الداخلي بهدف المحافظة على استمرارية النشاط السياحي.
(البيان)