سياحة عربية

مصر.. أسوان كنز محوري وبوابة السياحة البيئية.. استثمار المقومات الطبيعية على الوجه الأكمل وزيارة المحميات

السياحة البيئية بأسوان كنز محورى فى تنوع المنتج السياحى لإستثمار المقومات الطبيعية على الوجه الأكمل
السياحة البيئية تمثل تراثا حضاريا خاصا وتعكس خصوصيات ثقافية متفردة لأهالى الجزر والقرى بأسوان
قرية غرب سهيل نموذج مثالى وفريد للسياحة البيئية 

محافظة أسوان عاصمة الشباب الإفريقى والإقتصاد والثقافة الإفريقية والتى تمتلك العديد من المقومات الفريدة من نوعها والتى حباها الله عز وجل بها من طبيعة خلابة وطقس جاف ، بجانب تنوع المنتج السياحى من السياحة الثقافية والأثرية ، إلى جانب السياحة البيئية والعلاجية والترفيهية والسفارى والصيد ، وسياحة المؤتمرات والمهرجانات، والجزر النيلية والمحميات الطبيعية.

وفى هذا الإطار نلقي الضوء على أحد أنواع هذه السياحات التى تمثل كنزا محوريا فى تحقيق التنمية السياحية وهى السياحة البيئية التى تشهد إهتمامًا كبيرًا من الزائرين والسائحين من داخل مصر وخارجها ، فالسياحة البيئية تعتبر من النماذج الواعدة والمبشرة حيث تعتبر أسوان من الأماكن المؤهلة لهذا النوع خاصة فيما يتعلق بسياحة الاستشفاء البيئى وزيارة المحميات الطبيعية ومراقبة الطيور والجزر النيلية.

أوضح خيرى محمد على رئيس غرفة شركات السياحة والسفر بأسوان بأن هذه المحافظة بطبيعتها الخلابة تمثل بوابة حقيقية لمنتج سياحى جديد وهو السياحة البيئية وهو ما يميز أسوان من تراث حضارى خاص بها يعكس خصوصيات ثقافية متفردة لا توجد سوى فى الجزر والقرى حيث أن هذا النوع من السياحة يجذب سياحة الأفراد والذين يتميزون بمعدل الإنفاق العالى ، ويعتمد هذا المنتج السياحى على بساطة الخدمة الفندقية المقدمة وإرتباطها بجغرافية وطبيعة المكان وثقافته وحضارته.

وأضاف خيرى محمد بأن هذا النشاط بدأ من أكثر من عشر سنوات وبدأ بوجود بعض المراكب الشراعية الكبيرة نسبيًا وتوفر غرف صغيرة للإقامة تسمى دهبيات، ثم أخذ هذا النوع من السياحة فى التطور ليصل إلى بناء فنادق ذات تصميم يحمل الطابع المعمارى لمنازل القرية النوبية ويعكس ثقافة المجتمع النوبى ، ومن الطريف أن هذا المنتج السياحى لاقى إعجاب واستحسان السائح المصرى قبل السائح الأجنبى.

فيما يقول أحمد مصطفى – مرشد سياحى بأن البرنامج السياحى للزائر لمحافظة أسوان مدرج به زيارة مواقع وأماكن السياحة البيئية التى تجذب جميع الزائرين سواء للسائحين ضمن السياحة الداخلية أو السياحة الخارجية ، وتتوافر السياحة البيئية بشكل واضح داخل قرية تاريخية تحولت منذ عشرات السنين لتكون واحدة من أبرز المناطق على مستوى العالم التى تؤدى هذا النوع من السياحات وهى قرية غرب سهيل صاحبة النموذج المثالى الفريد وذات الشهرة والصيت العالمى الكبير.

فالزائر لأسوان يحرص على زيارتها للإستمتاع بما تمتلكه من مناظر طبيعية خلابة لموقعها المتميز المواجهة لنهر النيل مباشرة ، فضلًا عن تحويل معظم وغالبية البيوت ذات الطراز النوبى الأصيل إلى مناطق جذب للسائحين من خلال تلوين البيوت وتجهيزها بشكل جمالى ملفت للنظر مما جعلها مكانًا ومقصدًا للكثير من المخرجين لتصوير أروع المشاهد في أفلامهم، هذا بالإضافة إلى الترحاب الشديد من كل أهالى القرية بزوارهم سواءً من السياحة الخارجية أو الداخلية.

ويروى بعض أهالى هذه القرية العريقة الذين يعملون بالسياحة منذ عدة أعوام أهم عاداتهم وتقاليدهم وأهم ما يتميزون به عن غيرهم فى أى مكان في العالم حيث يقول الحاج ناصر، وهو من أشهر أهل القرية العاملين بالمجال السياحى ، والذى يستقبل منزله العديد من السائحين، إن القرية يبلغ تعداد سكانها حوالى 15 ألف نسمة تقريبًا 80 % منهم يعملون في المجال السياحي بالقرية و20 بالمائة يعملون بالجهات الحكومية والخاصة والأعمال الحرة الأخرى، وأن القرية تشتهر بالأعمال البيئية والمشغولات اليدوية.

وعن أشهر ما يقوم به السائحون بالقرية يقول الحاج ناصر، إن السائحين يقومون بالتجول داخل البيوت وبين أركانها وغرفها وتصوير كل شبر فيها لانبهارهم بسحر وجمال تلك البيوت البيئية البسيطة التي بنيت من الطمي والحجر، بل إنهم يقومون بتناول أشهر مأكولاتهم ومشروباتهم مثل الويكة والملوخية النوبي، وهي تلك المصنوعة من ورق البسلة ولا يأكلها إلا النوبيون، ويشربون الشاي بالنعناع وحلف البر وحلف الليمون والكركديه والدوم البارد والساخن ، فضلًا عن بعض الحرف اليدوية والمشغولات اليدوية ورسم الحناء وغيرها الكثير من المهارات الفردية لأهالى القرية .

وفى إطار النهوض بالسياحة البيئية بأسوان عقدت فعاليات المنتدى التاسع للسياحة البيئة التراثية والحد من البطالة بمشاركة 211 شابا وفتاة من 20 دولة عربية.

وأشار اللواء سعيد حجازى نائب محافظ أسوان إلى أن السياحة البيئية تأتى من ضمن الأنماط السياحية العديدة التى تساهم فى أن تصبح عاصمة الإقتصاد والثقافة الأفريقية ومركزًا لتلاقى الحضارات ليمثل هذا الإمتزاج بانوراما من الإبداع والتراث الإنساني الأصيل ، وليفرز معه الفنون والثقافات والحرف البيئية وفرق الفنون الشعبية المشهورة عالميًا .

فيما أكد الدكتور ممدوح رشوان الأمين العام للاتحاد العربي للشباب والبيئة بأن توصيات المنتدى تم رفعها لوزراء الشباب العرب ، ومن أهمها تخصيص وزارة الشباب المصرية قطار للشباب العربي سنويًا إلى الأقصر وأسوان للتعرف على المقومات السياحية البيئية والتراثية وفرص الشباب في الاستثمار البيئي، ولا سيما القرية النوبية بغرب سهيل، بجانب نشر الوعى بأهمية الحفاظ على المناطق السياحية والتراثية والاهتمام بالاستثمار العربي في مجال الأبنية الخضراء للإدارة المتكاملة لمنظومة المخلفات الصلبة والتخلص الآمن للحفاظ على البيئة.

وقال رشوان إن من ضمن التوصيات تشجيع السياحة الداخلية في البلدان العربية وإقامة معسكرات شبابية عربية دورية، مع الاهتمام بتطوير المحميات الطبيعية واستخدام الخامات المحلية الطبيعية في إقامة وإنشاء القرى البيئية في المناطق التراثية، علاوة على التنسيق بين الاستثمار في المجال السياحى ومؤسسات البحث العلمي والجامعات، فضلًا عن تشجيع الصناعات البيئية الخضراء وتشجيع الشباب على البدء في المشروعات الصغيرة في هذا المجال، بما يساهم فى الحد من البطالة بين الشباب العربى.

(صدى البلد)
إغلاق