مواقع ترفيهية

الإمارات.. سياحة «جيس» هيبة الجبل

تتسارع وتيرة المنافسة بين مؤسسات الدولة لتطوير جبل جيس في رأس الخيمة، القمة الأعلى في الإمارات، وتحويله إلى منتج سياحي متكامل قادر على استيعاب الأعداد المتزايدة يومياً على مدار العام، حيث تقود هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة لتعزيز مكانة الإمارة كأسرع وجهة سياحية نمواً في المنطقة، وذلك في إطار سعيها لتكون عاصمة سياحة المغامرات الأولى على مستوى الشرق الأوسط، من خلال المشاريع الجديدة لهواة المغامرة والباحثين عن الهدوء والاسترخاء من مختلف المراحل العمرية لجميع الجنسيات من السوق المحلي والدولي.

وأكد المهندس أحمد محمد الحمادي مدير عام دائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة، مواصلة عمليات تطوير طريق قمة جبل جيس في إطار التكامل بين الجهات المعنية في رأس الخيمة، كأحد المشاريع السياحية والاقتصادية العملاقة المميزة في الإمارة، التي تحمل رؤية ودعم صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، بهدف تحويل إمارة رأس الخيمة إلى الوجهة السياحية الأولى لعشاق المغامرة.

وأشار إلى أن الطريق جبل جيس الذي يمتد 36 كيلومتراً إلى القمة الجبلية، يضم 16 استراحة على توفر إطلالة بانورامية ساحرة على منحدرات سلسلة جبال الحجر، حيث أطلقت الدائرة خططاً جديدة لتطوير ورفع كفاءة دورات المياه ودعم تلك الاستراحات بحاويات جمع النفايات وخاصة فحم الشواء بتخصيص حاويات حديدية للتخلص الآمن من تلك النفايات لضمان عدم التخلص منها في الحاويات البلاستيكية التي كانت تؤدي إلى حدوث حرائق خلال الأعوام الماضية.

وأضاف أحمد الحمادي: أن إطلاق دوريات «راقب» البيئية المعنية بالحفاظ على البيئة ومنع التخلص من النفايات في غير المواقع المخصصة لها، ساهمت في تراجع عدد المخلفات المسجلة ضمن جبل جيس، حيث سجل مفتشو دوريات راقب 3820 مخالفة خلال العام الماضي من مجموع 9363 مخالفة في جميع مناطق رأس الخيمة، لافتاً إلى أن التزام الزوار ساهم بشكل ملحوظ بالمحافظة على المظهر الجمالي للقمة الجبلية.

وأوضح، مدير عام دائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة، أن تزايد إقبال زوار جبل جيس على مدار العام يدفعنا للاستمرار في تطوير الخدمات المقدمة برفع كفاءة البنية التحتية لكافة الاستراحات والتي يتم إنارتها بواسطة الطاقة الشمسية، بالإضافة للمواقع المخصصة للمطاعم في الاستراحات التي تقدم خدماتها للزوار، حيث يضم طريق جبل جيس أطول وأكبر جدار استنادي في منطقة الخليج العربي، ومسارات الشلالات المتدفقة من القمة الجبلية خلال فصل الشتاء والتي تفرض مشاهد خاصة مع تساقط الثلوج التي تكسي قمم الجبل باللون الأبيض.

وأضاف أحمد الحمادي أن جهود الجهات المعنية في رأس الخيمة لا تتوقف على الفترة الصباحية إنما تمتد لتشمل خدماتها الفترة المسائية التي ترتفع فيها أعداد الزوار من العائلات والتجمعات الشبابية عشاق التخييم وجلسات السمر والسهر حتى ساعات الصباح، حيث يتم تسخير كافة الإمكانيات لتوفير الأجواء المناسبة أمام الزوار لقضاء أوقاتهم، وخاصة دعم دورات الحمامات بصفة دورية بالمياه عبر صهاريج المياه المخصصة لجبل جيس.

وكشف أحمد صالح الهاجري الرئيس التنفيذي للإسعاف الوطني، أنه تم الاجتماع خلال الفترة الماضية مع الجهات المختصة والمسؤولين في الدوائر المحلية في رأس الخيمة لتعيين وبناء نقطة إسعاف على أعلى جبل جيس في رأس الخيمة، بهدف تقليص زمن الاستجابة للحوادث والإصابات التي قد تقع على أعلى القمة الجبلية، التي تشهد إقبالاً كبيراً من العائلات والمواطنين والسياح، مما ينتج عنه زيادة في عدد البلاغات مثل حوادث السقوط على الصخور والتعرض للإجهاد الحراري وضربات الشمس والإغماء، مشيراً إلى وجود نقطة إسعافية حالية في بداية الطريق الجبلي.

وأشار إلى أن انخفاض تردد شبكة الهاتف على الطريق المؤدي لجبل جيس، يؤدي لعرقلة التواصل مع سيارة الإسعاف خلال عملية الاستجابة أو نقل المصاب، لافتاً إلى أن جميع السيارات يتم مراقبتها إلكترونياً لمتابعة الحالة خلال نقلها، واستخدام نظام الإنذار المسبق لتبليغ أقسام الطوارئ في المستشفيات عن الحالات التي سيتم نقلها إليها حتى تكون على جاهزية ومعرفة كاملة بحالة المصاب، مشيراً إلى أن إحصائيات البلاغات الواردة من جبل جيس سجلت خلال العام الماضي 127 بلاغاً.

وأوضح أحمد الهاجري، أن أبرز تحديات الاستجابة لبلاغات الإصابات الواردة من قمة جبل جيس ترجع أيضاً إلى صعوبة الوصول أو نقل المصابين بالسرعة المطلوبة خاصة أنها منطقة جبلية ووعرة، بالإضافة إلى تزايد عدد مرتادي قمة جيس واستخدامهم لسياراتهم الخاصة وإيقافها بشكل يزيد من التحديات التي تواجه الإسعاف الوطني أثناء الاستجابة أو النقل، مما يؤخر ويعرقل عملية الاستجابة، وفي الحالات المتفاقمة والصعب الوصول إليها يتم الاستعانة بطواقم الإسعاف الجوي لإدارة جناح الجو في الإدارة العامة للإسناد الأمني بوزارة الداخلية أو المركز الوطني للبحث والإنقاذ، حيث سجلت الإحصائيات طلب الاستعانة بجناح الجو لنقل المصابين إلى المستشفى جواً بمعدل 9 مرات خلال العام الماضي.

وتواصل هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، على تطوير خدمات عبر المشاريع التي ساهمت في تحويل جبل جيس إلى وجهة عالمية لاستقطاب مختلف فئات الزوار من السوق المحلي والدولي من عشاق المغامرة والباحثين عن الهدوء وسط المنتجات السياحية الطبيعية التي يمكن من خلالها ملامسة الغيوم الكثيفة التي تغطي القمة الجبلية في تجربة فريدة، تماشياً مع أهدف حكومة رأس الخيمة الطموحة لاستقطاب 1.5 مليون زائر بحلول 2021، وثلاثة ملايين زائر بحلول عام 2025.

وتقود مشاريع قمة جبل جيس قاطرة قطاع سياحة المغامرة في إمارة رأس الخيمة بصفة خاصة ودولة الإمارات بصفة عامة، في ظل تنوع تلك المشاريع بين المغامرة والهدوء التي تستقطب مختلف المراحل العمرية، بهدف تعزيز مكانة الإمارة كأسرع وجهة سياحية نمواً في المنطقة، وتحولها إلى عاصمة سياحة المغامرات الأولى على مستوى الشرق الأوسط.

تقدم مغامرة «جبل جيس فلايت، أطول مسار انزلاقي في العالم» منذ افتتاحها في فبراير 2018 قائمة المنتجات السياحية على جبل جيس نظراً لقوة المغامرة التي تبدأ نقطة انطلاقها من ارتفاع 1680 متراً فوق مستوى سطح البحر يتحدى خلالها المغامر من الطيران بسرعة تصل إلى 150 كيلومتراً في الساعة، والاستمتاع بمشاهدة المساكن الأثرية القديمة على رؤوس الجبال.

يمثل المخيم الجبلي الفندقي الفاخر في جبل جيس المقرر افتتاحه في 2020 منتجاً سياحياً فريداً من نوعه حيث يقدم تجربة فندقية رائعة على ارتفاع 700 متر عن سطح البحر ضمن الطبيعة الخلابة لسلسلة جبال الحجر. ويتيح المخيم للزوار الاستفادة من خدماته على مدار العام، في ظل انخفاض درجات الحرارة 10 درجات مئوية عن باقي مناطق الإمارات.

وسيضم المخيم 47 وحدة تتنوع بين 34 خيمة ديلوكس، و11 فيلا بغرفة نوم واحدة مع مسبح خاص، وجناحين بغرفتي نوم مع مسبح خاص، وهناك أيضا مرافق إضافية مثل ناد صحي، وحوض سباحة بخاصية التحكم بدرجات الحرارة، والسبا، ومنطقة لألعاب الأطفال، ومنطقة لإشعال نيران التخييم، وركن المطاعم.

من جانب آخر توفر أكاديمية Bear Grylls المتوقع افتتاحها في الربع الأول من عام 2020 مجموعة واسعة من الدورات التدريبية لجميع الأعمار لتعليم مهارات العيش في البراري على جبل جيس، ومختلف فئات اللياقة البدنية، حيث تم تصميم المنتج السياحي الجديد لاستقطاب عشاق المغامرات في الهواء الطلق ضمن أقسى الظروف والتضاريس في البراري، واكتساب المهارات الفنية بكيفية إشعال النار في البراري، وبناء المأوى في البرية، وعلاج الإصابات الطبية، والتدريب على أساليب التنقل وإيجاد المسارات، وتسلق الصخور والصمود في البرية ضمن الأحوال الجوية القصوى.

تحتضن قمة جبل جيس حديقة ومنتزه منصة المشاهدة للزوار 7 منصات مشاهدة تضم مناظير الرؤية التي تتيح للزائر فرصة الاستمتاع بمشاهدة أجمل مناظر غروب الشمس ضمن الإطلالة الساحرة للواجهة البحرية لمياه الخليج العربي من جهة، وعلى الأودية الجبلية لسلسلة جبال الحجر من جهة أخرى.

وبإمكان زوار الحديقة الاستمتاع بأوقاتهم الطويلة عبر منطقة عربات مطاعم الوجبات الجاهزة والمشروبات التي تلبي كافة الأذواق بالإضافة للمرافق العامة والحمامات والمساحات المخصصة لوقوف المركبات.

ونجحت تجربة «فيا فيراتا»، منذ افتتاحها في نوفمبر 2016، المتوقفة حالياً خلال فترة الصيف، من احتلال مرتبة رائدة على قائمة أبرز مواقع الجذب السياحي في رأس الخيمة بحسب موقع «تريب أدفايزر»، بعد أن استقطبت آلاف السياح من عشاق المغامرات.

وتوفر التجربة للمغامرين التمتع بإطلالات خلابة على الجبال أثناء هذه التجربة المميزة التي تضم تسلق الجبال وثلاثة مسارات انزلاقية والمسير الجبلي على ارتفاع 400 قدم فوق سطح البحر، تحت إدارة مشرفين متمرسين، للأعمار بين 12 – 65 عاماً، والوزن بين 50 و100 كيلوغرام مع مستوى معتدل إلى متقدم من اللياقة البدنية.

ويأتي منتزه المغامرات ضمن المشاريع التطويرية والإنشائية السياحية الجديدة على قمة جبل جيس بالتعاون مع «تورو فيردي» الذي يضم العديد من منتجات المغامرات الجديدة مثل: Bull Maze وClimbing.

 

(البيان)

إغلاق