مواقع ترفيهية
بايكال.. بحيرة العجائب والساحة الحمراء في روسيا
صورة إبداعية من الطبيعة الفريدة بجمالها، تقبع جنوب سيبيريا في روسيا، ويطلق عليها اسم “بايكال”، وسميت في أحد الكتب العربية القديمة “بحر البكاء”، و”بحر الأهوال” و”بحر الدموع”.
وتعد بحيرة “بايكال” التي تكونت قبل 25 مليون عام الأقدم والأعمق في العالم، حيث يصل عمقها لـ1642 مترا وتضم أكبر حجم للمياه العذبة السطحية في العالم.
يبلغ طول البحيرة حوالي 395 ميلا ومتوسط عرضها 3 أميال ويصب فيها 336 نهراً، وهي مدرجة منذ عام 1996 على لائحة التراث العالمي لليونيسكو.
وبالرغم من مصب 336 نهرا فيها إلا أن هناك نهرا واحدا فقط يخرج منها وهو نهر “أنجارا”.
وتجمع “بايكال” ما لا يقل عن 2600 من مختلف أصناف النباتات والحيوانات ولا وجود لثلثيها إلا في هذا الحوض المائي العملاق.
وتعتبر “فقمة البايكال” هي الممثلة الوحيدة للثدييات فيها ولا توجد لدى العلماء إلى الآن أية وجهة نظر في كيفية وصول هذا الحيوان إلى البحيرة.
أساطير البحيرة
تعددت الأساطير حول كيفية تكوّن “بايكال”، وعن ماهية اسمها، فقال البعض إن الأرض اهتزت بقوة منذ زمن بعيد فنشأ شق عملاق اشتعلت فيه نيران حرقت كل ما في الجوار، فطلب السكان الأصليون وقتها من آلهتهم وقف المصيبة لكن دون فائدة، فبدأ بعدها الناس يصرخون “باي – جال” ما يعني “أيتها النار توقفي”، فخمدت، فنشأ مكان الشق غور عميق امتلأ بالماء، ومنذ ذلك الحين أطلق عليها اسم “بايكال”.
وتقول أسطورة أخرى “إن ثمة غابة برّية كانت تقع حيث تضطجع الآن بحيرة بايكال، وقد عاش فيها “طائر النار” الذي يستطيع أن يُحوّل صخرة كبيرة إلى غبار بضربة واحدة من جناحه، وكان الناس مرعوبين منه، فلجأوا إلى بطل شجاع من قومهم، فصنع قوساً من 100 شجرة وسهاماً من 200 شجرة صغيرة، وحين ضرب الطائر بسهامه، تطايرت النيران والتهمت سطح الأرض، وكادت تقضي على غابات تايجا، فصاح الناس المذعورون “بايكال – بايكال” وبحسب الرواية فإنّ كلمة “بايكال” باللغة المحلية القديمة كانت تعني “الماء”، وفجأة رأوا ماء يخترق النيران فنشأت تلك البحيرة العظمى.
ولا تزال شواطئ “بايكال” تتباعد بنحو سنتيمترين سنوياً، وهي الظاهرة نفسها التي شهدها المحيط الأطلسي حين تكوّن بانفصال شواطئه.
وبدلاً من التقدم في العمر و”الموت”، كما هي الحال بالنسبة إلى معظم البحيرات في العالم، يمكن لـ”بايكال” أن تنمو أكثر فأكثر لتصبح محيطاً جديداً في العالم، وفق ما يعتقد العلماء، وسيكون بإمكانها أن تتوسع وتزداد عمقاً، وأن تحمل ما يشبه الأمواج العاتية، والذبذبات المغناطسية، أو ما يطلق عليه العلماء تسمية “الشذوذ المغناطيسي”.
(العين)