سياحة عربية
الأردن.. البحر الميت: تراجع الحركة السياحية ونسب الإشغال دون 40 %
تشهد الحركة السياحية في منطقة البحر الميت تراجعا كبيرا بنسبة تقارب من 60 % مقارنة بذروة الموسم السياحي المعتاد، إذ تراوحت نسبة إشغال الفنادق ما بين 30 – 40 %، الأمر الذي يتسبب لها بخسائر يومية.
هذا التراجع كما يصفه معنيون في القطاع السياحي يأتي نتيجة أرتفاع عدم قدرة المنتجعات على منافسة مثيلاتها في دول الجوار، وخاصة تركيا ومصر مع أرتفاع كلف التشغيل وانعكاساته على اسعار الخدمات، إذ ان غالبية السياح من دول الخليج العربي والمغتربين يفضلون قضاء العطلة في هذه الدول مع انخفاض كلف المبيت والطعام والشراب والخدمات.
ويبين العامل أحمد علي، أن عددا كبيرا من الموظفين تركوا العمل لان الأجور متدنية ولا يوجد حوافز تدفعهم للبقاء، مضيفا أن غالبية الموظفين لديهم عائلات وعليهم التزامات شهرية ورواتب المنتجعات في الظروف الحالية لا يسمن ولا يغني من جوع.
ويؤكد مدير الاستقبال في منتجع البحر الميت العلاجي نصلا تايه، أن نسب الاشغال تراجعت بشكل كبير لتصل إلى ما يقارب من 35 % الأمر الذي يتسبب بخسائر أكيدة للمشاريع السياحية في المنطقة، لافتا إلى ان جزءا كبيرا من السياحة المحلية التي كانت تشكل النسبة الاكبر من النزلاء بدأت بتغيير وجهتها إلى منتجعات تركيا أو شرم الشيخ لانخفاض الكلف والاسعار مقارنة بمنتجعاتنا.
ويشير تايه إلى ان التوقعات بتحسن الحركة خلال فصل الصيف مع عودة المغتربين وبدء موسم السياحة في الخليج العربي لم تتحقق اذ ان ارتفاع أسعار الغرف والخدمات تسبب بعزوف غالبيهم، وهو الأمر الذي استفادت منه المنتجعات في تركيا ولبنان ومصر.
ويبين أن أرتفاع كلف التشغيل من رواتب موظفين واثمان الكهرباء والماء والكلف التشغيلية الاخرى يجبرنا على وضع حد ادنى من الاسعار لكي نضمن البقاء والاستمرار، الا ان هذه الاسعار وان كانت اقل الا انها ما تزال تفوق الاسعار في دول الجوار بفارق كبير، قائلا” حتى السياحة الاجنبية تراجعت بنسبة كبيرة مقارنة بالموسم الماضي”.
ويرى عاملون أن تراجع الحركة السياحية انعكس سلبا على اوضاع الموظفين الاقتصادية اذ إن بعض المنتجعات تعمد إلى تقليص أعداد الموظفين لخفض النفقات، فيما تقوم اخرى إلى التشغيل على نظام المياومة حسب ما تقتضيه حاجة العمل، لافتين إلى ان هذا الأمر دفع بإدارات المنتجعات إلى تفضيل استخدام العمالة الآسيوية التي تتقاضى اجورا اقل على العمالة الأردنية.
ويبين مدير مبيعات فضل عدم ذكر اسمه، ان نسب الاشغال تقل عن 40 % اذ تنشط الحركة السياحية أيام العطل الرسمية، فيما تقل بقية أيام الأسبوع ، مؤكدين أن الاوضاع الحالية تعتبر كارثية للمنتجعات نتيجة الاستمرار في الانفاق غير المجدي.
ويشير إلى أن الأوضاع تزداد سوءا يوما بعد يوم، مع ارتفاع كلف التشغيل وتراجع الدخل الأمر الذي يتسبب بخسائر كبيرة للقطاع، موضحا ان ارتفاع النفقات والكلف التشغيلية تنعكس على فاتورة السائح، الأمر الذي يشكل عائقا أمام منافسة السياحة الأردنية لقريناتها في الدول المجاورة كتركيا ومصر.
ويوضح مدير شاطئ عمان السياحي سليم جرادات، ان الحركة السياحية مقبولة بالنسبة لسياحة اليوم الواحد التي لا توفر خدمة المبيت، اذ انها توفر الحد الأدنى لاستمرار العمل، لافتا إلى ان عودة المغتربين دفعت إلى تحسن الحركة خاصة وان اسعار الدخول بمتناول اي شخص على العكس من المنتجعات التي توفر خدمة المبيت.
يذكر أن منطقة البحر الميت تعتبر رائدة في مجال السياحة العلاجية، وتستقطب الكثير من السياح الاجانب، خاصة بعد قيام العديد من المشاريع الاستثمارية السياحية الضخمة التي وفرت بيئة سياحية ممتازة ومتنوعة للسائح سواء من الخارج أو الداخل.
(الغد)