سياحة عربية
الإمارات: السياحة.. من الصفر إلى 161 مليار درهم
شهد القطاع السياحي في الإمارات تطوراً كبيراً ونجاحات تواكب الإنجازات الضخمة التي شهدتها الدولة على كل الصعد منذ تأسيس دولة الاتحاد، فقد تمكنت الدولة خلال 48 عاماً من تحقيق مستويات نمو قياسية.
وبموازاة ذلك باتت الدولة مقصداً سياحياً رئيسياً استقطب نحو 21 مليون زائر بنهاية العام الماضي بعد أن كان قطاعاً غير موجود في 1971. وقفزت مساهمة القطاع من نحو صفر في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 161 مليار درهم.
ومن المتوقع أن ترتفع المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 234.2 مليار درهم بحلول 2027، وهو ما يلخص حركة التطور والنمو التي شهدها القطاع السياحي، ويؤكد صوابية المنهج والرؤية الاستشرافية الدقيقة التي تمتعت بها القيادة الرشيدة منذ قيام الاتحاد.
ويشكل قطاع السياحة حالياً أحد الروافد المهمة للدخل الوطني وسيتضاعف دوره وتتعاظم مكانته في الفترة المقبلة في ظل اهتمام القيادة الرشيدة بتنميته وتفعيل دوره بدرجة أكبر في الاقتصاد الوطني، في ظل الإمكانيات والقدرات الهائلة التي تتمتع بها الدولة من بنية تحتية حديثة ومتطورة، وطبيعة متنوعة وخلابة، ومرافق سياحية وفندقية راقية، ومعالم تاريخية تضرب جذورها في عمق التاريخ.
كانت الإمارات استحوذت على 26.93% من إجمالي حجم الإنفاق على السياحة الترفيهية في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2018، والذي بلغ نحو 505.7 مليارات درهم بحسب بيانات مجلس السياحة والسفر العالمي.
وتوقع المجلس أن يرتفع الإنفاق على السياحة الترفيهية في أسواق الإمارات من 145.3 مليار درهم خلال العام الجاري إلى 158.7 مليار درهم في 2020، بنسبة نمو تصل إلى نحو 9.22%. وأشار إلى أن حجم الإنفاق على السياحة الترفيهية نما بنسبة 12% بين عامي 2010 و2018. وستزيد مساهمة القطاع بنسبة 1.8% بشكل سنوي لتصل إلى 753 ألف فرصة عمل في عام 2029 أي ما يقارب من 10.3% من إجمالي سوق العمل في ذلك الوقت، نقلاً عن تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي.
ووفقاً لمؤشرات تقارير التنافسية العالمية عام 2018.. فقد احتلت الإمارات المركز الأول عالمياً في مؤشر أولوية قطاع السياحة والسفر لدى حكومة الدولة، ومؤشر استدامة التنمية في قطاع السياحة والسفر، ومؤشر فعالية التسويق لجذب الزائرين، ومؤشر البنية التحتية لقطاع السياحة، ومؤشر وجود كبرى شركات تأجير السيارات، ومؤشر جودة الطرق، إضافة إلى المركز الثاني عالمياً في مؤشر الأمن والأمان، والمركز الثالث عالمياً في مؤشر البنية التحتية لقطاع الطيران.
ويمتاز القطاع السياحي في الإمارات بتنوعه الذي يستهوي جميع الفئات السياحية، حيث تعتبر سياحة التسوق أحد أبرز الأنماط السياحية في الدولة، وتستقطب في كل عام إلى مراكز تسوقها الضخمة كدبي مول وأبوظبي مول، وأسواقها التقليدية العريقة ملايين المتسوقين الذين يأتون من كل ركن من أركان العالم بحثاً عن أجود وأفضل السلع والمنتجات.
كما أنها تعد أحد أبرز وجهات السياحة التاريخية والثقافية في المنطقة بفضل غناها بالمواقع الأثرية والمتاحف والصروح الثقافية والفنية التي تستضيف أهم الأحداث والمهرجانات العالمية.
كما باتت الإمارات وجهة استثنائية للفنون على اختلاف أنواعها، حيث تقام وعلى مدار العام المعارض الفنية والمهرجانات الموسيقية والعروض المسرحية. وتبرز الإمارات واحدة من الوجهات الرئيسية المفضلة على مستوى العالم في سياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض.
وقطعت الإمارات أشواطاً متقدمة على صعيد السياحة العلاجية، وتضم العديد من المنشآت الطبية المتخصصة التي تستقبل الزوار بغرض العلاج من جميع أنحاء العالم مثل مدينة دبي الطبية وكليفلاند أبوظبي وغيرها.
وتتميز الإمارات بالسياحة الصحراوية وتعتبر الصحراء واحدة من أهم المزارات السياحية التي تستقطب كل عام أعداداً متزايدة من السياح من مختلف الجنسيات، وتحتضن الإمارات العديد من الخيارات السياحية التي تجمع بين الحداثة والتاريخ والمعالم الطبيعية والصناعية مثل برج خليفة ومتحف اللوفر وبرواز دبي ومشاريع جزيرة ياس والسعديات ومنطقة القصباء ومحمية الزوراء الطبيعية وجبل جيس وغيرها من المعالم التي شكلت أيقونات سياحية عالمية، كلها قد أسهمت في استدامة النمو السياحي، وعززت من مكانة القطاع على الخريطة الإقليمية والعالمية.
ونجحت الإمارات في ابتكار المنتج السياحي الذي يتناسب مع متطلبات السياحة العائلية وسياحة الترفيه وسياحة الأعمال وسياحة الحوافز والمؤتمرات والمعارض وسياحة المهرجانات بالإضافة إلى أنها حققت قفزات نوعية فيما يتعلق بتوفير المنتج الخاص بالسياحة العلاجية والرياضية والسياحة البحرية.
وتعتبر سياحة الترفيه من أهم العوامل الداعمة لتطور ونمو القطاع السياحي بالإضافة إلى سياحة المعارض والمؤتمرات وسياحة التسوق والسياحة الصحراوية والسياحة البيئية والسياحة البحرية بالإضافة إلى أن دولة الإمارات حققت نجاحات في السياحة العلاجية والرياضية والثقافية والفنية.
وتلقى قطاع السياحة دفعة كبيرة للمضي قدماً في تحقيق مزيد من الإنجازات، وذلك بعد أن تبنت الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات 2018 ضمن أعمال دورتها الثانية 3 مبادرات هادفة لتعزيز القطاع السياحي في الدولة.
وشملت المبادرات إطلاق “الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية”. كما تم إطلاق مبادرة هوية الإمارات السياحية الهادفة إلى تطوير هوية سياحية جديدة تدعم رؤية الدولة لقطاع السياحة والترويج للمقصد الواحد، كذلك تبنت الاجتماعات السنوية مبادرة آليات تعزيز القطاع السياحي التي تتضمن إجراء دراسة تفصيلية لوضع ملف الرسوم والضرائب المفروضة على قطاع السياحة بالدولة.
وتعمل الإمارات على تسهيل إجراءات السفر، وتعزيز تألقها في قطاع الفنادق خصوصاً فيما يتعلق بالفنادق متوسطة التكلفة.
ويواصل قطاع الفنادق في الإمارات من جانبه معدلات نمو كبيرة في عدد النزلاء وعدد المنشآت، حيث تشير البيانات المجمعة للطاقة الاستيعابية لفنادق الدولة خلال العام الماضي إلى ارتفاع إجمالي الغرف الفندقية إلى 173 ألفاً و600 غرفة، مقارنة مع نحو 81 ألفاً و468 غرفة خلال 2010، بنمو قدره 113%.
وهناك نحو 116 ألف غرفة فندقية في دبي بنهاية 2018، و32 ألفاً و971 غرفة فندقية في أبوظبي، و10 آلاف غرفة فندقية في الشارقة، ونحو 6500 غرفة فندقية في رأس الخيمة، بينما تشير التقديرات إلى وجود نحو 4 آلاف غرفة فندقية في الفجيرة ومثلها تقريباً في إمارة عجمان.
(البيان)