سياحة عربية

رحلات الطيران منخفض التكلفة تنعش السياحة الأردنية

مكن قطاع الطيران الاقتصادي منخفض التكلفة الأردن من إيجاد أرضية خصبة لاستثماراته السياحية وذلك بإضفاء حركية على السوق وجودة الخدمات لاستقطاب أكبر عدد من السياح بفضل الجهود الحكومية في تحسين مناخ السياحة ودعمه بمختلف المنشآت الجديدة لمواكبة النقلة التي يشهدها في ظل تعطل محركات النمو التقليدية.

وأكد رئيس غرفة تجارة الأردن العين نائل الكباريتي أن “شركات الطيران ذات التكلفة المنخفضة أسهمت في زيادة الحركة السياحية القادمة إلى عموم مدن المملكة نظرا لانخفاض أسعارها مقارنة مع الشركات الأخرى”.

وقال إن “المواطن العادي بات يمتلك القدرة على التنقل والسفر من خلال هذه الشركات حتى أن أصحاب الأعمال باتوا يستخدمونها نظرا لسرعتها وارتفاع الطلب عليها”.

وأضاف أن ”المنافسة هي الأساس في تعزيز حركة الاقتصاد ورفع وتحسين سوية الخدمات وجودتها التي تقدمها للمواطنين وتنشيط القطاعات المختلفة ومن بينها شركات الطيران”.

ودعا شركات الطيران الأخرى والتقليدية إلى رفع جودة الخدمات التي تقدمها للمواطنين والقطاعات الاقتصادية وبما يمكنها من منافسة الشركات رخيصة التكاليف.

وأشار إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة السياحة ومختلف المؤسسات المعنية والتي أسهمت في تنشيط الحركة السياحية إلى الأردن وزيادة إشغال الفنادق ومختلف المنشآت السياحية.

وتطمح السلطات إلى أن تدعم الرحلات السياحية الاقتصاد المحلي كوحدة متكاملة والعمل على استقطاب المزيد من الزوار دون التركيز فقط على نقل المسافرين إلى الخارج.

ودعا الكباريتي إلى النظر بإيجابية إلى القرارات الاقتصادية التي باتت تشمل مختلف مناطق ومدن البلاد وبخاصة تلك المتعلقة بالقطاع السياحي. وشهد قطاع الطيران الاقتصادي منخفض التكلفة نموّا سريعا منذ أن تمّ طرحه لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 2003 انطلاقا من دولة الإمارات.

وتشير معظم التقديرات إلى أنّ منطقة الشرق الأوسط تتمتّع بثالث أعلى معدّل نموّ في سوق الطيران الاقتصادي إقليميّا. وتقود السياحة قاطرة الاقتصاد المحلي المتعطش للنمو بالأردن، في ظل ركود معظم محركات النمو الأخرى التي أثرت على كافة مناحي الحياة للمواطنين.

وتضرر القطاع من تفاقم أزمات المنطقة منذ 2011 ثم سيطرة تنظيم داعش المتطرف عام 2014 على مناطق واسعة في العراق وسوريا، ولكن الوضع تحسن بعد القضاء على الجهاديين في المنطقة.

ومنذ سنوات طويلة، يعتمد اقتصاد الأردن، البالغ عدد سكانه حوالي 9.5 مليون نسمة، وتشكل الصحراء نحو 92 بالمئة من مساحة أراضيه، إلى حدّ كبير على المداخيل السياحية، التي تشكل ما بين 12 و13 من إجمالي الناتج المحلي، وفق التقديرات الرسمية.

وسبق أن كشف مايكل أوليري الرئيس التنفيذي لشركة رايان أير في أبريل الماضي عن خطط لزيادة مسارات رحلات الشركة بين مدن أوروبية والأردن من 14 حاليا إلى 18 في الشتاء
المقبل.

وتوقعت الشركة الوصول إلى نقل مليون راكب في 2020 من نحو 500 ألف مسافر متوقع خلال العام الحالي. وافتتحت الشركة آفاقا كبيرة لإنعاش السياحة في الأردن، مما انعكس على النشاط الاقتصادي للبلاد بفضل الانفتاح على السوق الأوروبية.

وأرجعت هيئة تنشيط السياحة الأردنية العام سبب الانتعاش غير المسبوق للسياحة إلى ارتفاع كبير في عدد خطوط رحلات طيران العارض والمنتظم الذي أدى إلى نمو كبير في أعداد السياح القادمين إلى الأردن وخاصة من أوروبا.

ومكن قيام شركتي رايان أير وإيزيجت برفع عدد خطوطهما مع الأردن من زيادة أعداد السياح بشكل كبير. ودعمت الهيئة استقطاب شركات الطيران العارض القادم من روسيا إلى مدينة العقبة الساحلية عن طريق تقديم الحوافز ليرتفع العدد إلى أربع شركات.

وارتكزت خطط الترويج خلال العام الماضي على ثلاثة أسواق تقليدية هي البرازيل واليابان والصين، إضافة إلى استمرار دعوة المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي لزيارة الأردن لتسويق المواقع الأثرية.

ويشارك الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي في جلب السياح والتسويق للمواقع السياحية للأردن، إضافة إلى سياحة المؤتمرات التي أنشأت لها الهيئة وحدة مستقلة لجذب مؤتمرات كبيرة للعام الحالي.

 

(بترا)

إغلاق