سياحة عربية

أستراليا.. الحكومة الفدرالية تخصص مبلغ 76 مليون دولار لتنشيط السياحة غداة حرائق الغابات

شواطئ ذهبية، غابات خضراء، حيوانات لا تراها إلا في أستراليا، قهوة لا تجدها إلا في المدن الأسترالية، طعام طازج، أمن وأمان، شعب لطيف يساعد الزائرين …

كل هذا أصبح في مهب الريح بعد الحرائق المدمرة التي أتت على ملايين الهكتارات من الأراضي، فحرقت الأخضر واليابس وأرسلت صورا حول العالم، تصور أستراليا تشتعل.

واستشعرت الحكومة الأسترالية بالخطر الداهم من تأثير هذه الأزمة على حياة ملايين الأستراليين الذين يعتاشون من قطاعات تتعلق بالسياحة والضيافة، فلقد ألغيت الكثير من الحجوزات وخف الطلب على زيارة أماكن سياحية في أستراليا.

فلقد أعلنت الحكومة عن تخصيص مبلغ  76 مليون دولار لإعادة الحياة إلى قطاع السياحة في أستراليا من ضمن صندوق الإغاثة الذي رصدت له مبلغ 2 مليار دولار من أجل جهود الإغاثة والتعافي جراء الحرائق.

وتهدف هذه المبادرة إلى حماية الوظائف، والأعمال التجارية الصغيرة والاقتصادات المحلية من خلال مساعدة السائحين للسفر في أنحاء أستراليا مجددا، غداة حرائق الغابات.

وجاء هذا القرار استجابة لنداءات من قطاع السياحة، وتشمل الحزمة 20 مليون دولار لحملة دعائية محلية، و25 مليون دولار أخرى لحملة دعائية عالمية من أجل تشجيع السياحة الدولية.

وقال رئيس الوزراء سكوت موريسون “تواجه السياحة الأسترالية أكبر تحد في تاريخها”.

ويقول السيد محمد طبيعات صاحب شركة للسياحة والسفر “إن صورة أستراليا قد تأثرت جدا وأصبح لدى الناس خوف من القدوم للزيارة، فبالإضافة إلى صور الحرائق التي شاهدها الجميع في مختلف أنحاء العالم، هناك أيضا المخاوف من المشاكل الصحية التي قد يصاب بها من يعاني من الربو مثلا نظرا لتأثير دخان الحرائق على نوعية الهواء”.

وتشير الإحصائيات إلى أن واحدا من بين كل ثلاثة عشر أستراليا يعتمد على السياحة والضيافة، ويضيف موريسون “ولذلك الاستثمار بِـ 76 مليون دولار هو بمثابة حقنة عاجلة لمساعدة كل تلك الفنادق والمطاعم والمقاهي وشركات الرحلات للوقوف على أرجلهم مجددا”.

وقال موريسون “إن الوضع دقيق لكثير من الأعمال التجارية والمناطق السياحية المهمة وليس فقط لتلك المناطق التي ضربتها الحرائق بشكل مباشر”.

وعبر السيد محمد طبيعات عن اعتقاده بأن “هذه الحملة لن تجدي نفعا، لأن تضخيم الأخبار عالميا يؤدي إلى أن ترسخ الصورة، ولأن الضرر كبير ويحتاج إلى وقت طويل لكي يُنسى”.

كما والتزمت الحكومة بمبلغ 10 مليارات دولار سوف تتوزع بين الترويج لاحتفالات سياحية في المناطق الريفية، وبرنامج إعلامي عالمي، ودعم للعروض التجارية السنوية، وتمويل للديبلوماسيين الأستراليين من أجل الترويج لأستراليا في الخارج.

ولقد دُمرت وجهات سياحية مشهورة بسبب الحرائق منها جزيرة كنغاروو أيلند في جنوب أستراليا و خليج Batemans Bay في نيو ساوث ويلز.

وقد حث وزير السياحة سيمون برمنغهام السائحين على العودة إلى المناطق الريفية قائلا إن هذه المناطق جاهزة للعمل.

وقال برمنغهام إن حرائق الغابات شوهت سمعة قطاع السياحة عالميا بشكل لم يحدث من قبل.

وسوف تؤثر الخسائر الناتجة عن إلغاء الحجوزات وانهيار أعداد الحجوزات الجديدة على مناطق أسترالية عديدة تعتمد على الزوار الدوليين للحفاظ على الوظائف، بشكل يتعدى المجتمعات المتأثرة مباشرة بالحرائق.

وقال برمنغهام “رسالتي لأي شخص يفكر بإجازة – إن كان هنا أو في الخارج – هي أن البلدات الأسترالية وحدائقنا وشواطئنا الرائعة مفتوحة للعمل، وبحاجة لمساعدتكم”.

ورحب قطاع السياحة بهذه الاجراءات السريعة، لكن مسؤولين فيه أقروا بأن هناك مشكلة عالمية كبرى بالنسبة لصورة أستراليا ي الخارج.

وقبل موسم الحرائق المدمر، كانت السياحة الأسترالية تروج لنفسها عبر حملة سياحية تدعى Matesong وفيها تظهر المطربة الأسترالية Kylie Minogue وهي تغني في أماكن سياحية أسترالية، وكانت الحملة تستهدف بشكل أساسي السواح البريطانيين.

لكن الحملة سحبت من التداول بعد الأزمة.

وقد أدت هذه الأزمة إلى ردع السواح عن زيارة أستراليا، بعدما عمدت وزارة الخارجية الأمريكية إلى التنبيه من السفر إلى أستراليا، وهذا ما فعلته هونغ كونغ وبابوا نيو غيني أيضا.

ويزور أستراليا 800.000 سائح من الولايات المتحدة كل عام، لكن هناك مخاوف من تراجع هذا العدد مع اكتساح صور الحرائق الأسترالية لشاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي حول العالم.

وأفاد “مجلس التصدير الأسترالي للسياحة” أن عدد المسافرين الذين قاموا بحجوزات للقدوم إلى أستراليا تراجع بنسبة 70 بالمئة منذ اندلعت الحرائق في أيلول/سبتمبر، مشيراً إلى أن ذلك سيكلّف الاقتصاد مبلغًا يقدر بحوالي 4،5 مليار دولار أسترالي هذا العام.

(رويترز)

إغلاق