تحقيقات وتقاريرسياحة عربية
في دبي..أسماك الشفنين والدلافين تنعم بحرية جديدة مع غياب البشر وسط جائحة كورونا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — وسط الأوضاع التي يعيشها العالم بسبب فيروس كورونا، فإن الحياة البرية تغتنم هذه الفرصة للإنطلاق بحرية في المناطق المهجورة، بينما يضطر البشر للبقاء في المنزل للحد من انتشار الوباء العالمي.
وخلال الأسابيع الأخيرة، لوحظت هذه الظاهرة بشكل خاص على طول الساحل الإماراتي، مع تدفق أنواع غريبة من سمك الشفنين إلى مرسى دبي، ولعب الدلافين حول جزر نخلة جميرا الإصطناعية، وتجمع كبير من أسماك القرش قبالة رأس الخيمة.
ويطمح دعاة الحفاظ على البيئة إلى تعظيم إمكانيات مثل هذه اللحظات.
وترحب ناتالي بانكس، مؤسسة ورئيسة مجموعة الحفاظ على الحياة البحرية “Azraq”، والتي تتخذ من دبي مقراً لها، بمشاهدة أسماك الشفنين، وأسماك القرش، والدلافين، مشيرةً إلى أن غيابنا يوفر مساحة لتنفس تلك الأنواع المائية.
وتوضح بانكس أن “الحياة البحرية تستفيد من عدم وجود الكثير من القوارب في المياه، مثلما تستفيد من عدم وجود الكثير من الأشخاص والكثير من التلوث”.
وتشير بانكس إلى إمكانية رؤية مجموعات كبيرة، بدلاً من الحيوانات الفردية فقط، كمؤشر محتمل على الجرأة المتزايدة بين الأنواع البحرية، مثل مشهد مجموعة تتكون من حوالي ألفي دولفين من نوع ريسو الذي وثق قبالة ساحل الفجيرة في منتصف شهر أبريل/نيسان.
وتؤكد بانكس أن هذه المجموعة كانت واحدة من أكبر المجموعات التي شوهدت على الإطلاق في مياه المنطقة، لذلك فهي تعد ظاهرة مدهشة.
ويعتقد دعاة الحفاظ على البيئة أن الأنواع قد تكون في موائلها الطبيعية، ولكنها تأتي إلى السطح في كثير من الأحيان، أو أننا نشهد لحظات من الإنتهازية بدلاً من التغييرات الدائمة.
ولكن بانكس ترى فرصاً في هذا الظهور المتزايد للأنواع البحرية. وتقول إن المحافظين على البيئة يضغطون لزيادة تغطية المناطق البحرية المحمية، وربما فرض قيود جديدة على القوارب والزلاجات النفاثة التس قد تهدّد الحياة البرية. وقد تم إدخال مثل هذه الإجراءات بالفعل في مواقع حساسة في دولة الإمارات.
وتعتمد مجموعة الحفاظ على الحياة البحرية “Azraq” على الجمهور للإبلاغ عن مشاهد الحياة البحرية، إذ تمنع قيود الإغلاق المراقبة المباشرة من قبل الموظفين، كما توقفت أنشطة المجموعة في تنظيف الشاطئ، وزراعة أشجار المانغروف، وزيارات المدارس.
وتركز “Azraq” في الوقت الحالي على جلسات التعليم عبر الإنترنت، ومبادرات مثل مسابقات التصميم المستدام وعرض الأفلام الوثائقية، وآخرها الفيلم الوثائقي “محيط بلاستيكي”، والتي تهدف إلى الاستفادة من زيادة الوعي العام عن التنوع البيولوجي.
وترى بانكس أن موقعها في دبي يمثل فرصة لزيادة الوعي بالأنواع البحرية في المنطقة وزيادة الاهتمام بها.
(بالعربية)