سياحة عربية
هل تنقذ خطة الخرائط الحمراء الإسبانية موسم السياحة داخل أوروبا؟
مع قيام العديد من البلدان الآن بتخفيف إجراءات الإغلاق بسبب تداعيات كوفيد 19 تبدي بعض الحكومات مخاوف من أن فتح الاقتصاد ورفع القيود ستثير موجة جديدة من العدوى.
فكيف السبيل إلى وجود حلول ناجعة تمكن الأوروبيين من الاستفادة من عطلهم الصيفية. إحدى الدراسات التي أنجزت في إسبانيا ترى أن الحل موجود ويتلخص الأمر في تطبيق آليات تعتمدها الدول لكبح استشراء الوباء خلال الصيف وتفادي موجات أخرى من العدوى.
وتعتمد الآليات إذن على أن ترسم الدول عبر خرائط أسوأ المناطق باللون الأحمر (المناطق الحمراء) وأقلها خطورة (المناطق الخضراء) .فالمناطق المتأثرة بـكوفيد-19. وبناء على ذلك يقرر المسافرون ما يمكنهم الرحلة إليه.
المقترح الذي قدمته كلية إيساد بزنس سكول في مدريد يطمح إلى “اعتماد خرائط المناطق الخضراء داخل دول الاتحاد الأوروبي”. وجاء في الدراسة أن “الفكرة بسيطة حيث تقتضي السماح بتنقل الأشخاص بين” المناطق الخضراء “ضمن دول أوروبية مختلفة من خلال شبكة من المناطق المعتمدة من قبل المؤسسات الأوروبية”.
سيسمح النظام، على سبيل المثال، بالسفر بين جنوب إيطاليا وجنوب فرنسا، أو بين اليونان وسويسرا طالما أن المسافر قادم من منطقة خضراء أوروبية، فسيُسمح لك بالسفر إلى منطقة أخرى.
أوضح الباحث ميكيل أوليو بارتون، الذي شارك في البحث في حديث له مع يورونيوز: “أن المناطق الخضراء الوطنية “مرشحة للحصول على الموافقة من الاتحاد الأوروبي”.
وقال بارتون للحصول على البطالة الخضراء من الاتحاد الأوروبي “يجب أن تثبت المنطقة أن الفيروس تحت السيطرة وأن مستشفيات المنطقة غير مكتظة وأن معدل الإصابات الجديدة منخفض وأن الاختبارات معممة على الجميع”.
اقترح الباحث أن تكون المخارج المؤدية لللطرق السريعة مغلقة في المناطق الحمراء. وأضاف “يجب أن ينطبق الأمر نفسه على القطارات، القادمة من المناطق الخضراء حيث ينبغي لها أن لا تتوقف عند المحطات التي صنفت باعتبارها حمراء”، مضيفا “في المطارات، من السهل نسبيًا التحكم في معرفة المكان الذي يأتي منه شخص ما ومكان توجهه”.
تصريح إقامة بالمنطقة الخضراء
إجراء آخر تقترحه الدراسة هو أن يقدم المسافرون تصريح إقامة كدليل على أنهم يأتون من منطقة خضراء.على الرغم من أن تفشي كوفيد-19 آخذ في التراجع في بعض البلدان، فإن احتمال إلغاء عطلة الصيف العادية هذا العام يبدو مؤكدة بالنسبة للكثيرين.
في العديد من دول الاتحاد الأوروبي تم إغلاق الحدود مع تقييد حركة تنقل الاشخاص إذا كان لديهم سبب مقنع كما تم إدخال قيود على السفر الدولي. ويتوقع أن يكون هذا العام سيئا بالنسبة لشركات الأسفار التي تتوقع خسائر تتراوح بين 20 و 30 في المئة، وفقًا لتقديرات منظمة السياحة العالمية.
وتشير الدراسة الآنفة الذكر إلى أن “قيود السفر هذه ستدمر اقتصادات الدول التي أنهك اقتصادها فيروس كورونا كما هو الحال مع دول جنوب أوروبا، مثل إسبانيا أو إيطاليا، لأنها تعتمد على السياحة بشكل أكبر مقارنة بالدول الواقعة شمال القارة الأوروبية”.
لكن مع بدء البلدان في إعادة فتح حدودها، قد تكون هذه السياسة هي الطريق إلى الأمام “لإنقاذ موسم السياحة الصيفية في جنوب أوروبا” حسب ما قاله مؤلفو الدراسة.
ذلك أنه “إذا تم التواصل بشكل جيد وبضمانات كافية ما بين الدول في هذا المضمار فإن هذا الاقتراح يمكن أن ينقذ موسم السياحة الصيفية في جنوب أوروبا، وبالتالي سيعمل على التخفيف من التكاليف الاقتصادية الهائلة التي قد يسببها إغلاق السياحة الدولية لتلك البلدان”.
وقال بارتون إن الاقتراح أرسل إلى الاتحاد الأوروبي الخامس من مايو مضيفا: “إذا تم تبنيه، فإن تنفيذ الخطة يمكن أن يكون في وقت مبكر من شهر يونيو القادم”. ستعيد ألمانيا وبلجيكا والنمسا فتح حدودها في 15 يونيو-حزيران. وقالت فرنسا إنها ستبقي الحدود مغلقة حتى “15 يونيو على الأقل”.