سياحة عربية
2019.. عام استثنائي لقطاع السياحة في مصر
استعاد قطاع السياحة في مصر عافيته من جديد، بتحقيق مراكز متقدمة على مستوى المؤشرات العالمية خلال العام الجاري.
واختتم القطاع الحيوي في مصر عام 2019، باختيار مدينتي القاهرة والغردقة ضمن أفضل 100 مدينة سياحية على مستوى العالم، بحسب التقرير الصادر عن مؤسسة “يورومونيتور العالمية”.
ويعد هذا الاختبار تتويجا لجهود الحكومة المصرية لإعادة قطاع السياحة لمكانته إقليميا ودوليا.
نرصد أهم إنجازات القطاع السياحي في مصر خلال عام 2019.
– القطاع في أرقام
ثقة جديدة اكتسبها قطاع السياحة المصري، بتقدمه 9 مراكز في مؤشر تنافسية السفر والسياحة الذي أصدره منتدى الاقتصاد العالمي للتنافسية في السفر والسياحة لعام 2019.
وحققت مصر رابع أعلى نمو في معدلات الأداء على مستوى العالم بمؤشر تنافس السفر والسياحة، واحتلت مصر المركز الـ60 عالميا بدلا من المركز الـ65 في استراتيجية التسويق والترويج السياحي.
ويشير تقدم مصر الملحوظ إلى تأثير استراتيجية القطاع التي اعتمدت على رفع القدرة التنافسية وكفاءة العاملين به عبر تطبيق رؤية برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير القطاع التي وضعت ملامحها نهاية 2018.
وبهذه الأرقام تصدرت مصر دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أداء مؤشر السلامة والبنية التحتية والموارد الطبيعية والاستدامة البيئية.
وحققت الصناعة على مستوى القطاعين العام والخاص طفرة، بجذب 3.85 مليون سائح عبر 22300 رحلة طيران خلال 10 أشهر من إطلاق برنامج تحفيز الطيران الذي تم إطلاقه من 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 وحتى أبريل/نيسان 2020، وهو الأمر الذي جذب نحو 5 محطات تليفزيونية عالمية لإعداد أفلام ترويجية لأهم معالم المناطق السياحية في مصر.
وأطلقت وزارتا الطيران المدني والسياحة برنامج تحفيز الطيران 2018- 2020، الذي تضمن ضوابط التزام شركات الطيران بعدم التمييز بين الطيران العارض والمنتظم، وطرح طرق لتنشيط حركة السياحة في المحافظات الأكثر تضررا من انخفاض معدلات السياحة عبر منح حوافز إضافية لتحقيق نمو مستدام.
– عودة رحلات الطيران
إيقاف عدة دول رحلات طيرانها إلى مدن شرم الشيخ والغردقة والقاهرة، كانت مؤشرا سلبيا خلال الأعوام الماضية على قطاع السياحة والسفر بمصر.
وتوقفت رحلات الطيران المباشرة من روسيا وبريطانيا إلى مصر في سبتمبر/أيلول 2015، عقب سقوط طائرة ركاب روسية فوق صحراء سيناء، والذي أسفر عن مقتل جميع ركابها.
وتدريجيا زادت حركة السياحة الوافدة إلى مصر بعودة رحلات الطيران الدولية إلى المدن المصرية من جديد، وبعد 12 عاما أعادت الشركة الوطنية المالطية Air Malta الطيران المباشر من مالطا إلى القاهرة في سبتمبر/أيلول الماضي، بمعدل رحلتين في الأسبوع الواحد يومي الأحد والخميس.
وأعلنت شركة طيران إيبريا الإسبانية تسيير 4 رحلات طيران مباشرة بين مدريد والقاهرة، بدءا من عام 2020.
ولم يستمر حظر الطيران من شركة لوفتهانزا للطيران الألمانية إلى القاهرة كثيرا، لتعود الرحلات المباشرة من مطار فرانكفورت إلى القاهرة في يوليو/تموز الماضي.
كما انتعشت سياحة الشواطئ، بعودة رحلات الطيران السويدي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي دام توقفه نحو 8 سنوات و8 أشهر، وهو الأمر الذي يشجع عودة حركة السياحة الإسكندنافية إلى مصر.
وبجانب المشاورات المستمرة بين موسكو والقاهرة لإعادة الرحلات الروسية المباشرة إلى شرم الشيخ، عادت الرحلات من موسكو إلى القاهرة، إضافة لإعلان الحكومة البريطانية الرحلات إلى شرم الشيخ.
وانعكس قرار رفع حظر القيود للسفر إلى مصر، على حجم إيرادات السياحة خلال العام المالي 2018- 2019، بنحو 12.5 مليون دولار، مقارنة بـ 9.8 مليار دولار في العام السابق، وهي زيادة تقدر بنحو 28.2%، بحسب تقرير وزارة المالية المصرية نهاية عام 2019.
– أنماط سياحية جديدة
وفي فبراير/شباط الماضي، أعلنت السياحة المصرية مع الاتحاد المصري للغرف السياحية برنامجا للإصلاح الهيكلي للقطاع، تتمثل محاوره في الإصلاح التشريعي وأدوات الترويج ومواكبة الاتجاهات التكنولوجية الحديثة، بما يتماشى مع المفاهيم العالمية لتنمية السياحة المستدامة وتطبيق الابتكار التكنولوجي في القطاع.
وحرص قطاع السياحة المصري، على مواكبة المفاهيم العالمية لتحقيق التنمية المستدامة، التي تمكنه من التصدي لأي أزمات طارئة تضر بالصناعة، بإطلاق مفهوم السياحة المستدامة الذي يعمل على استحداث أدوات الترويج.
وركزت الخطة على تطوير المنشآت الفندقية والسياحية، برفع مستوى الخدمات وتحسين أداء العاملين بالقطاع، خاصة أن السياحة تمثل 30% من حجم الصادرات الخدمية للاقتصاد المصري.
وتستهدف وزارة السياحة تشغيل واحدة على الأقل من كل أسرة مصرية في قطاع السياحة، بالإعلان عن تشغيل 1850 غرفة فندقية جديدة وإنشاء 20 ألف غرفة فندقية أخرى. ووفقا للمعايير الدولية حصلت 22 ألف غرفة فندقية في 15 مدينة سياحية على شهادة النجمة الخضراء، والتي تمنح للمنشآت التي تراعي البعد البيئي والاقتصادي والاجتماعي لأنشطتها بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة.
وبدأت بعض الفنادق المصرية في تطبيق مفهوم السياحة الميسرة، تنفيذا لتوصيات منتدى السياحة الميسرة الذي استضافته مصر في يونيو/حزيران الماضي، ويستهدف هذا النوع من السياحة أصحاب الهمم وكبار السن والأطفال والأمهات والسيدات الحوامل وغير القادرين على الاستمتاع بتجاربهم السياحية، الذين تقدر أعدادهم بنحو 50 مليون شخص في العالم العربي.
– فعاليات دولية
وعبر المحافل الدولية تمكنت مصر من الترويح لأنماط السياحة المختلفة. بالمشاركة في بورصة لندن، في مارس/آذار الماضي، بجناح كبير للترويج للسياحة الثقافية باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية لعمل معايشة للزائر للثقافة المصرية، خلال منتدى السياحة العالمية الذي أقيم في سويسرا أبريل/نيسان الماضي.
وحصلت مصر على جائزة “الريادة السياحية” من المجلس الدولي للسياحة والسفر، تقديرا لجهودها في التصدي للأزمات التي تعرضت لها السنوات الماضية.
(العين)