سياحة عربية
مصر.. عبور أزمة انخفاض السياحة الألمانية.. والدعوة لبرامج ترويجية جديدة
نجحت شركات السياحية والفنادق بالتعاون مع شريكاتها الألمانية فى عبور أزمة انخفاض أعداد السياح الألمان حيث تمكنت مصر من اجتذاب ما يقرب من 1.6 مليون سائح فى عام 2018 ليتم بذلك كسر الرقم الذى تحقق خلال عام 2010 المسمي بعام الذروة السياحية والذى وصل حينها إلى 1.5 مليون سائح.
ولكن رغم نجاح السياحة المصرية فى عبور هذه الأزمة إلا أننا لم نصل بعد إلى الرقم الذى تستحقه مصر بإمكاناتها الطبيعية الفريدة ،فى حين أن دولة مثل تركيا والتى يقتصر موسمها السياحى على 6 أشهر فقط وبالرغم من خلافها السياسى الحاد مع ألمانيا حصلت من هذا السوق على أكثر من 4.5 مليون سائح خلال عام 2018.
هذا التفاوت الكبير يستدعى مراجعة خططنا المختلفة المتعلقة بالملف السياحي بدءا من حملات الترويج والتى توقفت فى السوق الألمانى بدون أسباب معروفة مرورا بالحملات الدعائية المشتركة مع منظمى الرحلات وأخيرا برامج دعم وتحفيز رحلات الشارتر..ويعتبر السائح الألمانى من أكثر الجنسيات إنفاقا خلال رحلاته الخارجية لذلك تتسارع فيما بينها من أجل بناء جسور من الثقة مع كبار منظمى الرحلات وتقديم حوافز لهم تدفعهم لوضع مدنهم السياحية على رأس برامجهم خاصة أن هذه الشركات هى من يحدد حصة كل دولة من حركة السياحة العالمية،وغالبا ما تأتى هذه الحوافز فى صور دعم مادى حال تعرضهم للخسائر فى أوقات الركود أو تعويضهم عن مقاعد الطائرة التى لم يتم حجزها.
ولكن برنامج التحفيز الذى وضعته وزارة السياحة خلال عهد الوزير السابق يحيى راشد..استبعدت منظم الرحلات من المنظومة ووجهت الدعم لشركات الطيران التى فى الحقيقة لا تسير رحلاتها إلى أى مقصد سياحى إلا إذا استأجرها منظم الرحلات..وهنا للأسف نجد أن شركات الطيران الألمانية التى حصلت على دعم ضخم من وزارة السياحة قد أعلنت إفلاسها خلال الأسابيع الماضية مثل »جرمانيا وإير برلين« وبالتالى ضاع دعمنا المادى لهم هباء منثورا..
والآن ونحن على أعتاب قمة السياحة العالمية والتى تنعقد فى العاصمة الألمانية برلين أوائل شهر مارس المقبل لا يعنى منظم الرحلات من قريب أو بعيد أن يكون الجناح المصرى على شكل فرعونى أو معاصر محاط بشاشات »الدجيتال« التى تعرض مقوماتنا السياحية..بل يعنيه فقط حملاتنا الترويجية فى وسائل الإعلام الألمانية وفى شوارعها وميادينها التى تداعب خيال المواطن وتدفعه لحجز رحلته إلى مصر..وأيضا إعادة النظر فى برامج التحفيز والاستفادة فى هذا المجال من تجارب الدول التى حققت معدلات سياحية مرتفعة..وأن نؤكد لمنظمى الرحلات أن هناك خطة لتطوير الفنادق والقرى السياحة لرفع مستوى الجودة المقدمة للسائحين.