أخبارسياحة التجوالسياحة و سفر

هل تصبح ألمانيا وجهة سياحة جاذبة على حساب منطقة المتوسط؟

تشير التوقعات إلى أن المناطق السياحية الحالية ستصبح أقل جذبا للسياح، بينما تدخل مناطق أخرى على خارطة السياحة العالمية. ويشير خبراء إلى أن منطقة وسط أوروبا سوف تستفيد سياحيا من التغيرات المناخية. فكيف سيحدث ذلك؟

أعلن مرصد تغير المناخ بالاتحاد الأوروبي “كوبرنيكوس” مؤخرًا أن عام 2023 كان العام الأكثر سخونة على الإطلاق، مما انعكس على وجهات السفر في إسبانيا وإيطاليا سلباً، والتي عانت من أشهر من الجفاف والحرارة في عام 2023، واحترقت الغابات في جزيرة رودس اليونانية، حيث يفضل كثيرون قضاء عطلاتهم.

فكيف تتفاعل السياحة مع هذا التغيير المناخي؟

تهديد جاذبية منطقة المتوسط؟

تحتل إسبانيا المركز الأول أوروبيا من حيث وجهات السفر الأكثر شعبية، متقدمة على فرنسا وإيطاليا واليونان وكرواتيا. غير أن استطلاعاً للرأي أجرته المفوضية الأوروبية للسفر (ETC) أظهر أن من بين ستة آلاف مشارك من جميع أنحاء أوروبا، يخطط عشرة بالمائة فقط منهم للقيام برحلة إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط مقارنة بالعام 2022.

في المقابل تتمتع جمهورية التشيك وأيرلندا والدنمارك بشعبية متزايدة. وتعزو المفوضية الأوروبية للسفر السبب في ذلك إلى أن المسافرين عادة ما يبحثون عن وجهات أقل ازدحاماً وتتمتع بدرجات حرارة معتدلة. وقول إدواردو سانتاندر، المدير التنفيذي لدى المفوضية الأوروبية للسفر: “نتوقع أن تتأثر وجهات السفر بشكل متزايد بالظروف المناخية غير المتوقعة في المستقبل”.

ألمانيا بمناخ إيطالي!

تظهر دراسة أجرتها مفوضية الاتحاد الأوروبي أنه في حال استمرت ظاهرة الانحباس الحراري العالمي، فإن مناطق وسط وشمال أوروبا ستصبح وجهات جذب سياحي على مدار السنة – على حساب المناطق الجنوبية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. ولا يستبعد الخبير السياحي والبروفيسور، د. تورستن كيرستغيس من جامعة ياده فيلهلمسهافن، إمكانية استفادة شمال ووسط أوروبا من المزيد من فصول الصيف الحارة. ويوضح الخبير السياحي: “بعد الآن ستصبح مدينة فيلهلمسهافنالألمانية، منطقة البحر الكاريبي الجديدة وسيقصد الناس جزر بحر البلطيق الألماني، ولكن أيضاً بولندا أو الدول الاسكندنافية”.

وبدأت العديد من الأماكن بالفعل الإعلان عن عطلات في ألمانيا: “تعد منطقة النبيذ الفرانكونية، خاصة في فصل الصيف، منطقة رائعة لقضاء العطلات ذات طابع البحر الأبيض المتوسط”، كما يقول ماركو مايبرجر من إحدى شركات السياحة في مقابلة مع مجلة بيلد: “توفر المنطقة المحيطة بماينشلايفه (Mainschleife)مجموعة واسعة من الأنشطة الترفيهية لجميع الفئات العمرية”.

من جهة أخرى يرى الخبير السياحي، كيرستغيس، أن “ألمانيا قد تستفيد بشكل فعلي على المدى الطويل من هذا التغير المناخي وتصبح وجهة لقضاء العطلات، حتى للضيوف الأجانب الذين قد ينفرون من الجو الحار للغاية في وجهات الجنوب”.

المصدر : DW

إغلاق