مواقع ترفيهية

قبرص.. جزيرة الألوان الطبيعية

إن أول ما يشد انتباه المرء عند مغادرة مطار لارنكا هو العبارة التي يتبناها بصدق سكان الجزيرة بأن الحياة هي الرحلة التي تقوم بها، هكذا بدأت رحلة البيان في قبرص. إن أكثر ما يميز جمهورية قبرص هو الرائحة المفعمة بنسيم البحر الأبيض المتوسط وعبق الجبال وغابات الصنوبر الخضراء والبساتين المتنوعة من كل صنف ولون ولكأنها لوحة فنية مليئة بالألوان ومن اللطيف هنا اقتباس ما قاله الشاعر اليوناني ليونيداس مالينيس بأنها «ورقة ذهبية خضراء في وسط البحر».

وبفضل موقعها الجغرافي المميز الواقع بين قارتي آسيا وأوروبا كان لها دائماً وفي كل الحضارات دور رئيسي ويعود أول وجود إنساني مكتشف لأكثر من 11 ألف عام. ومن الملاحظ بوضوح انعكاس هذا التاريخ العريق على تطور هذا البلد بشكل ملحوظ حتى باتت مقصداً سياحياً للزوار من كل أنحاء العالم.

وتلبي جزيرة قبرص أذواق وحاجات ورغبات مختلف الأعمار والجنسيات بمدن عصرية ولكن عريقة ينعكس فيها التاريخ الإغريقي الروماني مما يضفي عليها رونقاً مميزاً بحيث لا تقل رونقاً عن أي مدينة أوروبية أخرى لتكون على قائمة البلدان المقصودة سياحياً. فلكل مكان في الجزيرة أسرار وسحر خاص يجتذب المهتمين بها، فلمحبي المواقع التاريخية والأساطير القديمة نصيب كبير ولمحبي الحداثة نصيب ليس بقليل ولمحبي الراحة سواء بالاستمتاع بالشواطئ والمناظر الطبيعية أو الجلوس في أحد المطاعم التقليدية المنتشرة هنا وهناك والاستمتاع بوجبات خاصة. أما لمحبي التسوق فإن أكثر ما يميز الجزيرة هو الأسواق التقليدية سواء في المناطق القديمة بين الشوارع الضيقة الملتوية أو في المناطق الحديثة بالإضافة إلى مراكز التسوق الكبيرة. من الممكن التوجه إلى أي من العلامات التجارية المشهورة للتسوق بأسعار مميزة أو المنتجات المحلية المتنوعة والفريدة.

التنوع الطبيعي

إن أكثر ما يميز قبرص هو المزيج الرائع بين المناطق الجبلية الريفية البسيطة بطبيعتها الخلابة العذراء ببساتينها المختلفة المحاصيل وخصوصاً أشجار الحمضيات بألوانها الزاهية وكروم العنب بدواليه المتدلية كالثريات وغابات الصنوبر الخضراء والقرى المتناثرة على سفوح الجبال، والشواطئ الرملية الممتدة على طول الجزيرة المتميزة برمالها الناعمة البيضاء والمياه البلورية الفيروزية اللون المعتدلة الحرارة. من الجدير ذكره هنا بأن شواطئ الجزيرة معترف بها من قبل وكالة البيئة الأوروبية بأنها الأفضل في أوروبا. بالإضافة إلى العديد من المواقع التاريخية المنتشرة في مختلف أنحاء الجزيرة والمرتبطة في كثير من الأحيان بالأساطير القديمة كما في البقعة التي ولدت فيها أفروديت أسطورة الحب والجمال على أحد شواطئ الجزيرة وتحديداً في أحد شواطئ مدينة بافوس ومن الممكن مشاهدة الكثير من السياح يمارسون السباحة في ذات البقعة أملاً بالحصول على الجمال الأبدي كما تروي الأساطير.

إن هذا التنوع يجعل من الممكن وبكل سهولة وفي زمن لا يتجاوز النصف ساعة الانتقال بين منطقة وأخرى أو حالة وأخرى، من مشهد أشجار النخيل المصطفة على شاطئ البحر صباحاً لإحدى القرى الجبلية المحاطة بالبساتين لتمضية وقت الظهيرة في أحد المطاعم المحلية والاستمتاع ببعض المقبلات الشهية وقائمة طويلة من الخيارات بالإضافة إلى القهوة القبرصية اللذيذة ومن ثم العودة ليلاً للتجول في شوارع وأزقة المدينة.

لارنكا

تقع مدينة لارنكا على الشاطئ الجنوبي للجزيرة وفيها المطار الرئيسي لقبرص (مطار لارنكا الدولي) وثاني أكبر ميناء. بواجهتها البحرية وأشجار النخيل المصطفة على طول الشاطئ والمليئة بالمقاهي والمطاعم العصرية والشوارع الملتوية خلف الواجهة البحرية وبحيرات الملح، التي أصبحت ملاذاً لطيور الفلامنكو وطيور مهاجرة أخرى بين شهري فبراير وأبريل، والممتدة إلى تكية هالة سلطان (أم حِرام).

آيا نابا

تعتبر «آيا نابا» مدينة سياحية بامتياز وتقع على الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص وتشتهر بشواطئها المميزة. من أهم معالمها الرئيسية دير آيا نابا والأسواق المنتشرة في كل مكان بالإضافة إلى الفعاليات السياحية المتنوعة التي وقد صادفت زيارتنا مع كرنفال العصور الوسطى والذي يقام كل عام في منتصف شهر أكتوبر حيث يمكنكم الاستمتاع بمشاهدة الأزياء المختلفة والروح المستوحاة من العصور الوسطى حين حكمت الفروسية العالم لتعود بالذاكرة إلى العصر الذهبي حيث يلتقي التاريخ والأسطورة ليلتقي الماضي والحاضر.

بافوس

بافوس وتقع بقرب مدينة ليماسول غرب جزيرة قبرص وتتميز بمحميتها الطبيعية وتعتبر العاصمة الثقافية والأثرية وتعود بعض المناطق الأثرية إلى القرن الرابع قبل الميلاد وعلى سبيل الذكر لا الحصر مقابر الملوك والتي جعلت منها أحد أكثر الأماكن السياحية في قبرص جذباً للسياح بما فيها أيضاً من منتجعات وفنادق والتي تعتبر من أفخم الفنادق في قبرص.

ليماسول

تعد ليماسول ثاني أكبر مدينة في قبرص وفيها أحد أكبر الشواطئ وتمتاز بالكثير من الأنشطة والرياضات المائية بمختلف أشكالها وكما هو الحال في كل المدن القبرصية لا تخلو ليماسول من بعض الأماكن الأثرية وأخص بالذكر قلعة ليماسول والتي تعود للقرن العاشر الميلادي وقلعة كولوسي وآثار أماثوس. كما تعتبر المدينة مقصداً ممتازاً للعائلة حيث من الممكن الاستمتاع بحديقة ليماسول والحديقة المائية.

ومن أهم ما يجعل الجزيرة وجهة سياحية مثالية في غالب أوقات السنة هو درجات الحرارة المعتدلة نسبياً على مدار السنة، فبشكل تقريبي تسجل أدنى درجة حرارة عادة في شهر يناير 6 وتسجل أعلى درجة حرارة عادة في شهر أغسطس بما لا يتجاوز الـ 35 درجة.

 

(البيان)

إغلاق