أخبارالسياحة البيئية

صخور تجسد المخلوقات في وداي “دفرنت” وسط تركيا

بتكتّلاته الصخرية المثيرة، المعروفة باسم “مداخن الجنيات”، يجتذب وادي “دفرنت” في منطقة “كبادوكيا” وسط تركيا، عشرات آلاف السياح المحليين والأجانب سنويًا.

ويقع الوادي قرب بلدة “أفانوس” التابعة لولاية “نفشيهر” في كبادوكيا السياحية الشهيرة، التي تعد عنوانا لعراقة المنطقة وقِدمها عبر التاريخ الإنساني.

ويضم “دفرنت”، العديد من “مداخن الجنيات” التي تشكلت بفعل عوامل النحت والتعرية الطبيعية، حيث تتخذ أشكالًا مثيرة للغاية، مثل الجمال والتماسيح والكلاب أو القبعات والأميرات وغيرها، ويطلق على هذا النمط من أشكال الصخور في العالم العربي اسم “موائد الشيطان”.

ويعتقد بأن تسمية “مداخن الجنيات”، تعود لمعتقدات شعبية قديمة، تفيد بأن الجن يعيش في كهوف المنطقة وصخورها المعروفة بـ”المداخن”، وهي ناجمة عن تفاعل عوامل الطبيعة، منذ ملايين السنين، مثل احتكاكات الصخور البركانية بشكل عام، بمياه الفيضانات والرياح الشديدة، إذ أخذت مع مرور الزمن أشكالا مخروطية على قمتها كتلة صخرية.

وفي حديثها، قالت المرشدة السياحية أولكو يلماز، إن وادي “دفرنت” يُعد من أكثر الأماكن التي يمر بها السياح المحليون والأجانب، أثناء رحلاتهم إلى كبادوكيا.

وأشارت أولكو إلى أن “مداخن الجنيات” الموجودة في الوادي تُثير اهتمام الزوار أكثر من نظيراتها في المناطق الأخرى الواقعة ضمن كبادوكيا أيضًا، كونها تُجسّد أشكالًا تشبه إلى حدّ كبير الحيوانات أو الانسان.

وأوضحت أن معظم التكتلات الصخرية الموجودة في المناطق الأخرى، مخروطية الشكل، أمّا في وادي “دفرنت”، فهي مختلفة جدًا من ناحية الحجم والشكل، وتدفع السياح للتمعن فيها أكثر.

وزادت المرشدة السياحية بالقول “يضم الوادي تكتلًا صخريًا يجسّد مريم بنت عمران، والدة النبي عيسى عليهما السلام، فضلًا عن تكتلات أخرى تشبه الجمال والتماسيح وحيوانات أخرى”.

وقالت إن مديرية الثقافة والسياحة في الولاية، اتخذت بعض الإجراءات في الآونة الأخيرة، لحماية “مداخن الجنيات” من الانهيار أو التخريب نتيجة الإقبال الكبير من السياح إلى المنطقة.

إبراهيم خليل أوت، أحد السياح القادمين إلى كبادوكيا من مدينة ميلانو الإيطالية، أعرب عن إعجابه بالوادي الطبيعي والتكتلات الصخرية الموجودة بداخله، مؤكّدا أنه سيحث أصدقاءه الإيطاليين على زيارة المنطقة عند عودته إلى البلاد.

وفي حديث له، قال أوت “لقد اقشعر بدني عندما رأيت هذه الأشكال الموجودة بالوادي، وهي تجعل لدى الإنسان فضول لمعرفة تاريخها وكيف تشكلت بعوامل الطبيعية”.

من جهتها، قالت السائحة التركية من إسطنبول، نسليهان فاردان، للأناضول، إنها تمعّنت جدًا في التكتلات الصخرية الطبيعية ذات الأشكال المثيرة، معربة عن سعادتها من زيارة المنطقة التي تتمتع بجمال رائع.

يشار إلى أن صخور “كبادوكيا” الكلسية تشكّلت من رماد وحمم نفثتها البراكين المحيطة بها، أما مداخن الجنيات، فتشكلت بعوامل النحت والتعرية لترسم لها أشكالا غريبة ومدهشة.

كما استغل البشر تلك الطبيعة ليتخذوا من صخور “كبادوكيا” مساكنًا لهم.

الأناضول

إغلاق