سياحة عربية
“سياحة الزفاف” محرك جديد لصناعة الضيافة بـ4.5 مليار دولار
من المتوقع أن تلعب الوجهات المفضلة لحفلات الزفاف وسياحة السفر الفردي وسياحة السيدات والسياحة البيئية والصحية فضلاً عن سياحة المغامرات والسياحة الزراعية دوراً رئيسياً في رسم ملامح قطاع الضيافة في السنوات المقبلة، وذلك وفقاً للبيانات الصادرة عن معرض سوق السفر العربي 2020 الذي يقام في مركز دبي التجاري العالمي.
وكشف البحث الذي أجرته كوليرز إنترناشيونال الشريك الرسمي للأبحاث لمعرض سوق السفر العربي، أن حجم قطاع الوجهات المفضلة لحفلات الزفاف يتجاوز 90 مليار دولار عالمياً، مع الإشارة إلى أن نحو 25% من حفلات الزفاف تجري في الخارج، أي ما يصل إلى 340,000 حفلة زفاف كل عام.
وعلى مستوى الشرق الأوسط تحديداً، يبلغ حجم سوق حفلات الزفاف أكثر من 4.5 مليار دولار وهو ما يشكل نحو 5% من السوق العالمي لحفلات الزفاف.
وتعد دولة الإمارات الوجهة الأكثر تفضيلاً لإقامة هذا النوع من الحفلات نظراً للتسهيلات المتعلقة بالحصول على التأشيرة وسهولة السفر إليها والمناخ المناسب على مدار العام ووجود الشواطئ البكر الساحرة، فضلاً عن السلاسل الجبلية ذات البيئة الهادئة والمناظر الخلابة.
وقالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط: “تشكل سياحة حفلات الزفاف واحدة من أربعة اتجاهات رئيسية سترسم ملامح قطاع الضيافة في الشرق الأوسط، كما أنها ستؤثر على صناعة السياحة والسفر العالمي وسلوك الأفراد والمستهلكين، بالتزامن مع حلول عام 2020 والأعوام التي تليه.
“تلعب حفلات الزفاف التي تقام في الخارج الآن دوراً رئيسياً في النمو الشامل الذي تشهده صناعة الضيافة على مستوى العالم، كما تؤثر بشكل إيجابي على نمو الاقتصادات المحلية، حيث يسعى الأزواج للحصول على تجربة فريدة وشخصية خارج دولهم”.
وفي سياق متصل، تعد السياحة البيئية والصحية فضلاً عن سياحة المغامرات والسياحة الزراعية اتجاهات ناشئة أيضاً في قطاع الضيافة لاسيما بين الأفراد المهتمين بالبيئة. وحسب كوليرز، فإن نحو 70% من المسافرين حول العالم يفضلون الحجز والإقامة في أماكن صديقة للبيئة، مع استعداد ما يقرب 52% منهم لتغيير سلوكهم في العطلات بما يتناسب مع الاستدامة.
وبات المسافرون اليوم أكثر انسجاماً مع التأثير البيئي للسياحة، وأصبحوا يبحثون عن وجهات توفر لهم أماكن “إقامة مستدامة” إن جاز التعبير وتجارب جديدة مثل التخييم الفاخر وهو شكل من أشكال التخييم يجمع بين المكونات التقليدية مع مرافق وأماكن إقامة أكثر فخامة.
وعلّقت كورتيس على هذه النقطة قائلة: “اكتسب التخييم الفاخرة شعبية متزايدة في منطقة الشرق الأوسط على مدى السنوات الأخيرة، بسبب كثرة المناظر الطبيعية وافتتاح العديد من مواقع الجذب المذهلة في مختلف أنحاء دولة الإمارات وعُمان والأردن بما في ذلك منتجع سدر تريلرز حتا، مخيم واحة البدو في رأس الخيمة، مخيم ليالي الصحراء في عُمان، مخيم وادي رم الفاخر في الأردن”.
وتشير التوقعات المستقبلية الأخرى إلى نمو سياحة السفر الفردي وسياحة السيدات، حيث ارتفع البحث عن باقات السفر الفردي بنسبة 17.4% عام 2018 مقارنةً بعام 2017، وبات مفهوم السفر الفردي مألوفاً من بين المجتمع وهو ما دفع مشغلي الفنادق ومنظمي الجولات السياحية إلى إلغاء رسوم الإقامة الفردية لتلبية احتياجات هذا السوق المتنامي.
وتشير البيانات التي نشرتها كوليرز إلى أن 58% من جيل الألفية لديهم شغف تجاه السياحة الفردية مقابل 47% لجيل الطفرة السكانية. ومن المثير للاهتمام أن نحو 74% من محبي السفر الفردي هم من الإناث الذين يفضلون السفر بمفردهم ونشر تجاربهم وقصصهم على مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما تطبيق إنستغرام الذي يعد مصدر إلهام لهذا النوع من الرحلات في الوقت الراهن.
واختتمت كورتيس: “تستحوذ السيدات على حوالي 40% من الثروة العالمية، وهو ما ساهم بشكلٍ كبير في تحفيز المزيد منهن على السفر بمفردهن في السنوات الأخيرة. وفي هذا الإطار، تميل المسافرات إلى اختيار وجهات السفر على أساس خوض المغامرة والتعرف على ثقافات جديدة والاسترخاء والطهي، وكذلك زيارة الوجهات كجزء من البرامج التطوعية أو بهدف تعلم مهارات جديدة”.
يعتبر سوق السفر العربي من أبرز الأحداث في قطاع السياحة والسفر بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسب رأي أبرز المتخصصين في هذا القطاع، وقد استقبلت دورة عام 2019 نحو 40,000 متخصص في قطاعات السفر والسياحة والضيافة من 150 دولة. كما شهد المعرض مشاركة أكثر من 100 جهة عارضة جديدة، وسجل أكبر مشاركة في تاريخه من قارة آسيا.
(العربية)