أخبارسياحة عربية

تحت شعار “السياحة المستدامة .. العالم يحتفل باليوم العالمي للسياحة

يحيي العالم يوم 27 من سبتمبر “اليوم العالمي للسياحة” (2017) تحت شعار “السياحة المستدامة أداة للتنمية”، ويهدف الاحتفال هذا العام إلى التعريف بكيفية إسهام السياحة المستدامة في التنمية.

تعرف السياحة المستدامة بأنها السياحة التي تأخذ في الاعتبار التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية القائمة والمستقبلية، فضلا عن أنها تتطرق إلى حاجات الزوار والصناعة والبيئة والمجتمعات المضيفة، ولذا فيفترض أن تستخدم أتم ما يكون الاستخدام الموارد البيئية، وأن تحترم المجتمعات، وأن تضمن عمليات اقتصادية طويلة المدى وحيوية تعود بالمنافع التي توزع بالتساوي بين جميع أصحاب المصلحة.

والسياحة المستدامة هي وسيلة إيجابية في القضاء على الفقر، وحماية البيئة وتحسين جودة الحياة، وبخاصة في البلدان النامية، ويمكن للسياحة حسنة التصميم والإدارة أن تسهم إسهاما عظيما في الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة، الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، فضلا عن كونها ذات صلات وثيقة مع القطاعات الأخرى التي يمكنها إيجاد الوظائف الملائمة والفرص التجارية.

ووفقا لتقرير حصاد السياحة العالمية فى عام 2016، فقد بلغ عدد السياح مليارا و235 مليون سائح، والعائدات تريليونا و220 مليون دولار، وهو نفس رقم الانفاق بالطبع، وكل ذلك بخلاف نفقات النقل الجوى فهذه الأرقام تشمل الإقامة والمشروبات والأطعمة والترفيه والتسوق فقط، وذكر التقرير أن حجم الانفاق اليومى للسياح فى العالم بلغ نحو 4 مليارات دولار فى اليوم الواحد.

ويأتي الاحتفال هذا العام متماشيا مع قرار الجمعية العامة ( 193 / 70) في دورتها 70 ديسمبر 2015، أن تعلن عام 2017 بوصفه السنة الدولية لتسخير الساحة المستدامة من أجل التنمية، تسليما منها بأهمية السياحة الدولية في إرساء تفاهم أفضل بين الشعوب في كل مكان، وإذكاء الوعي بالتراث الثري لمختلف الحضارات، وجعل القيم المتأصلة لمختلف الثقافات تحظى بتقدير أفضل، بما يسهم في تعزيز السلام في العالم، وتسليما كذلك بالدور الهام للسياحة المستدامة، بوصفها وسيلة للنهوض بالتنمية المستدامة وتسريع وتيرتها، ولاسيما القضاء على الفقر.

وكانت منظمة السياحة العالمية التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، قد قررت تأسيس اليوم الدولي للسياحة في دورتها الثالثة المنعقدة في طرمولينوس، إسبانيا، في سبتمبر عام 1979، وبداية من عام 1980 تم الاحتفال الأول حول العالم.

وقد اختير هذا التاريخ ليتزامن مع معلما هاما في قطاع السياحة في العالم: في الذكرى السنوية لاعتماد النظام الأساسي منظمة السياحة العالمية في 27 سبتمبر 1970.

وقال طالب الرفاعي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية في رسالته بهذه المناسبة، إن السياحة المستدامة أداة في سبيل تحقيق التنمية، وإن السياحة اليوم هي ثالث أكبر قطاع تصديري في العالم بعد المواد الكيميائية والوقود وتجلب الأمل والازدهار والتفاهم لعدد كبير من الناس، وتعزز سبل كيب العيش في جميع أنحاء العالم.

وأضاف الرفاعي، في العام الفائت وحده ، شهدت الحدود الدولية عبور 1235 مليون مسافر في سنة واحدة، وبحلول العام 2030، سيرتفع هذا الرقم من 1.2 مليار إلى 1.8 مليار، والسؤال الذي يطرح نفسه، فيما نحتفل بيوم السياحة العالمي 2017، هو كيف يمكننا تسخير هذه القوة التحويلية العالمية الهائلة، الـ 1.8 مليار فرصة هذه، للمساهمة في جعل هذا العالم مكاناً أفضل، ولتعزيز التنمية المستدامة بجميع ركائزها الخمس الاقتصاد، لتحقيق النمو الشامل، الاجتماع، لخلق فرص عمل لائقة وتمكين المجتمعات المحلية، البيئة، للحفاظ علي البيئة وإثرائها والتصدي لتغير المناخ، الثقافة، لتكريس وصون التنوع والهوية والثقافة الملموسة وغير الملموسة، السلام، باعتباره شرطاً أساسياً للإنماء والتقدم.

وذكر الرفاعي، أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت 2017 سنة دولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية.. أنها فرصة فريدة لنا جميعاً كي نسعي معاً إلي تعزيز مساهمة قطاعي السفر والسياحة، كنشاط بشري رئيسي في القرن الـ21، وفي أرساء مستقبل أفضل للإنسان ولكوكب الأرض، وللسلام والازدهار.

لقد اكتسبت السياحة طوال العقود الـ6 الماضية توسعا وتنوعا مطردين، فأصبحت واحدة من أسرع القطاعات الاقتصادية في العالم نموا وأهمية لما لها من منافع تعود على المجتمعات في كل أرجاء العالم، فارتفع العدد العالمي للوافدين من السياح من 25 مليونا في عام 1950 إلى 1.235 مليار سائح بكافة دول العالم في عام 2016.

وفي عام 2016، بلغ حجم عائدات السياحة الدولية تريليونا و220 مليار دولار، واليوم، تمثل السياحة 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويستخدم هذا القطاع 1 من كل 10 من العاملين في العالم، وتتوقع منظمة السياحة العالمية زيادة عدد السياح الدوليين الوافدين بمعدل 3.3٪ سنويا بحلول عام 2030

وتشير أحدث تقرير سنوى تصدره منظمة السياحة العالمية، ويرصد حركة السياحة العالمية بالأرقام فى العام الماضى 2016، أن الطلب على السياحة الدولية بقي قوياً في العام 2016 على الرغم من التحديات، فقد ارتفع عدد السياح الوافدين الدوليين بنسبة 3.9% ليبلغ مجموع 1235 مليون، بحسب العدد الأخير من بارومتر السياحة العالمية الصادر عن منظمة السياحة العالمية.

وسافر في العام الماضي حوالى 46 مليون سائح إضافي (زوار المبيت) على المستوى الدولي، مقارنة مع العام 2015.

وشكل عام 2016 العام السابع على التوالي من النمو المتواصل في أعقاب الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية سنة 2009، ولم يسجل منذ الستينيات من القرن الماضي مثل هذا النمو المطرد والمتواصل بلا انقطاع، ونتيجة لذلك، سافر حول العالم 300 مليون سائح دولي إضافي في العام 2016، مقارنة مع الرقم القياسي المسجل قبل الأزمة في 2008، وازدادت عائدات السياحة الدولية بوتيرة مماثلة في هذه الفترة، وقد اعتبر طالب الرفاعي أمين عام منظمة السياحة العالمية ، أن السياحة قد برهنت عن قوة استثنائية وقدرة على الصمود في السنوات الأخيرة، على الرغم من التحديات الكثيرة، لاسيما ما يرتبط منها بالسلامة والأمن، ومازال السفر الدولي ينمو بقوة ويساهم في خلق فرص العمل.

وقد أظهر تقرير منظمة السياحة العالمية تصدر فرنسا قائمة الدول التي تستقبل العدد الأكبر من السياح إذ استقبلت 82,6 مليون زائر العام 2016 بتراجع يقدر بـ2 % تقريبا مقارنة بالعام 2015، تلتها الولايات المتحدة التي تراجع عدد السياح بها بنسبة 3% إلى 75.61 مليونا، واحتفظ بصعوبة بالمرتبة الثانية أمام إسبانيا التي ارتفع العدد فيها بنسبة زادت عن 10% ليستقر على 75.56 مليون زائر حسب ما أظهرت الأرقام المفصلة التي أرسلتها منظمة السياحة العالمية.

وفي مستوى العائدات التي يدرها قطاع السياحة، تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى مع 206 مليارات دولار في 2016، وتحتل إسبانيا المرتبة الثانية مع حوالى 60 مليار دولار بارتفاع نسبته 6.7% خلال سنة، تليها تايلاند بـ 49.9 مليار دولار، والصين 44.4 مليار دولار. وأما فرنسا فأتت خامسة مع 42.5 مليار دولار، ثم ايطاليا 40.2 مليار دولار، وتراجعت بريطانيا من المرتبة الثالثة إلى السابعة مع 39.6 مليار دولار، بسبب تراجع سعر صرف الجنيه الإسترليني بعد الاستفتاء على خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي حسب ما أوضحت وكالة السياحة الدولية، فألمانيا بـ 37.4 مليار دولار ، هونج كونج 32.9 مليار دولار ، وجاءت استراليا في المركز 10 بـ 32.4 مليار دولار.

وفى الانفاق على السياحة فى قائمة الـ 10 دول من حيث الانفاق، حافظت الصين على مركزها الأول برصيد 261.1 مليار دولار أى ما ينفقه الصينيون على السفر والسياحة سنويا، وتأتي الصين هى القوة السياحية الأولى فى العالم ولذلك تتطلع معظم الدول السياحية إلى جذب السائح الصينى لأنها تحتل هذا المركز منذ 10 سنوات بالتحديد كما أن الزيادة بلغت 12% فى حجم الانفاق الصينى العام الماضى على السفر، تليها أمريكا بـ 123.1 مليار دولار، ألمانيا 81.1 مليار دولار، إنجلترا 63.6 مليار دولار، فرنسا 40.5 مليار دولار، كندا 29.1 مليار دولار، كوريا 26.6 مليار دولار، إيطاليا 25 مليار دولار، استراليا 24.9 مليار دولار، هونج كونج 24.2 مليار دولار.

وأظهر الاستطلاع الأخير لفريق الخبراء التابع لمنظمة السياحة العالمية استمرار الثقة حيال العام 2017، حيث أن الغالبية العظمى (63% ) من نحو 300 مشارك في الاستطلاع قد توقّعوا نتائج “أفضل” أو “أفضل بكثير” من العام 2016، والمعدل الذي أعطاه الفريق للعام 2017 يساوي تقريباً معدل العام 2016، فمن المتوقّع بالتالي أن يتواصل النمو على مستوى مماثل.

واستناداً إلى التوجهات السائدة حالياً ونظرة فريق الخبراء التابع لمنظمة السياحة العالمية والتوقّعات الاقتصادية، تتوقع المنظمة أن يزداد عدد السياح الدوليين الوافدين حول العالم بمعدل 3 % إلى 4% في سنة 2017.

ومن المتوقع أن تتراوح نسبة النمو بين 2% و3% في أوروبا، وبين 5% و6% في كل من منطقتي آسيا والمحيط الهادئ وإفريقيا، وبين 4% و5% في القارة الأمريكية، وبين 2% و5% في الشرق الأوسط، نظراً إلى الأوضاع الأكثر تقلباً في هذه المنطقة.

إغلاق