سياحة عربية

المغرب.. السياحة الصحراوية موسم واعد: تطور العائدات السياحية بـاليورو مازال دون 2010

انطلقت الاستعدادات لموسم السياحة الصحراوية لهذه السنة بعد الذي عاشته المنطقة منذ 2011 من تراجع مؤثر على مجمل القطاع الذي عد منكوبا. واليوم في ضوء المؤشرات الواضحة لدى المهنة والإدارة يمكن الحديث عن استعادة الأنفاس بعد ما تهالك القطاع بفعل مجموعة من الأحداث الداخلية جراء العمليات الإرهابية والوضع الاجتماعي المتوتر. وقد كان الفضل للسياحة الداخلية خلال الفترة الماضية في الحفاظ على جانب من النشاط و واحد من أهم مخارج الأزمة التي عاشتها السياحة الصحراوية والجهة عموما نتيجة عدم الاستقرار الأمني على الحدود الغربية والجنوبية للبلاد خلال السنوات المنصرمة.

و تبدو مؤشرات السياحة الصحراوية هذا العام أكثر من جيدة ، خاصة وأن وزيرة السياحة و المندوب الجهوي للسياحة بتوزر «ياسر سوف» تحدثا عن موسم واعد لأكثر من سبب ، أوله عودة الخط الجوي الرابط بين توزر وليون بعد سبع سنوات من التوقف وهذا من شأنه أن يعزز السياحة الصحراوية على السوق الفرنسية ، التي تعد مصدرا جيدا للوجهة ومحفزا لها في بقية الأسواق الأوروبية الباحثة عن منتوج مختلف.

وقد أشار المندوب إلى تطور جملة من الأرقام المسجلة من بداية جانفي إلى 20 سبتمبر مقارنة بنفس الفترة من السنة المنقضية فأوضح أن عدد الوافدين على الجهة تطور بنسبة 17.5% ، حيث بلغ عدد الوافدين 147 ألف سائح ، وانعكس هذا ايجابيا على عدد الليالي المقضاة التي تطورت هي الأخرى بنسبة 8.6 % ، لتبلغ أكثر من 202 ألف ليلة.كما تبرز المؤشرات لما بعد موسم الذروة إيجابيتها بالنسبة للسائح الأوروبي الذي يمثل عنصر دفع للمنتوج ودعما للحركة الاقتصادية بالجنوب الغربي خاصة .

ولا شك أن الصحراء هي منفذ مهم لقطاع السياحة خلال موسم الشتاء في تونس الذي يعرف نوعا أخر من الزائرين الأوروبيين يتميزون بقدرة عالية نسبية على الإنفاق وهذا ما دفع إلى العمل على تطوير الجهة ومنتوجها منذ مدة ، لجعلها وجهة قادرة على استقطاب سياح أفضل إنفاق وإن كان عددهم أقل . و انطلاقا من هذا الموسم ستشهد الجهة دخول واحدة من أهم سلاسل النزل الآسيوية الي البلاد انطلاقا من الربيع القادم بانطلاق استغلال منتجع «أنانتارا توزر» وهو واحد من المنتجعات الفاخرة الجديدة قيد الإنشاء ، التي تنجزها مجموعة الديار القطرية بمدينة توزر مركز السياحة الصحراوية في تونس . وكذلك الوحدة الفندقية الفاخرة «ذيريزيدانس» بدوز .

وتحرص الإدارة على التأكيد على أهمية تجويد المنتوج بالجهة لمواءمته مع التوجه العام للإدارة بجعل المنطقة متميزة بمنتوجها وخدماتها الراقية فضلا عن تنظيم العديد من الفعاليات السياحية والثقافية والرياضية طوال الموسم . ويزمع ديوان السياحة في إطار التعريف مجددا بالوجهة استضافة جملة من الصحفيين الأجانب للترويج للوجهة و تعزيز تموقعها كوجهة سياحية مختلفة جنوب المتوسط عبر وضع برنامج يهدف للترويج للوجهة في أهم الأسواق شمال المتوسط خاصة التقليدية ، مع استعادة الخطوط التونسية لرحلاتها مع عدد من الوجهات الأوروبية على غرار نيس وميلانو ومدريد وينتظر أن تعرف السياحة الصحراوية بحسب العارفين هذا الموسم قفزة مهمة هي بمثابة الخطوة الأولى في استعادة السياحة الصحراوية لتوهجها المعتاد.

تنشيط الجهة بدوره سيعرف كثافة في البرمجة لإخراج الجهة من رتابتها التي قد لا تشجع على البقاء فيها فترة أطول وبقائها سياحة عبور لا غير .ونشير في هذا الصدد أن الجهة ستشهد انطلاقا من بداية شهر نوفمبر مجموعة من التظاهرات الثقافية المميزة منها مهرجان التمور بقبلي ومهرجان سباق المهاري المقترن بمهرجان الصحراء بدوز نهاية شهر ديسمبر القادم ومهرجان الواحة بتوزر واليوم الإفريقي للثقافة والسباق الدولي لماراطون الواحات الذي سينتظم يوم 21 أكتوبر الجاري إلى جانب سلسلة أخرى من المناسبات الاحتفالية المحلية ذات الصبغة الفولكلورية والثقافية .

تطور العائدات
ويمثل تطور عائدات القطاع السياحي أهمية بالغة اليوم في ضوء تراجع مخزونات البلاد من العملة الصعبة، وقد سجلت العائدات إلى موفي شهر سبتمبر الماضي زيادة بـ7.36 % مقارنة مع ذات الفترة من العام المنصرم حيث بلغت ثلاثة مليارات و134 مليون دينار وهو ما يعادل باليورو مليار و88 مليون تقريبا وهو عائد دون ما سجل قبل 2010 بنسبة 6.24 % فضلا عن قيمة الدينار المتراجعة منذ شهور عديدة وعدد الوافدين من شمال المتوسط والذي قد لا يتجاوز المليونين في نهاية الموسم ذلك أن نسبة توافدهم إجمالا يمثل 82 % سنة 2010 ،ونحو 60 % من عائدات البلاد السياحية .

إغلاق