اثار ومعالم
إقامة سياحية فريدة في جنوب غرب رواندا
يُنصح هواة المغامرات والتجارب غير التقليديَّة بزيارة رواندا أو “أرض الألف تل” (المرادف لمفردة رواندا)؛ في جنوب غرب رواندا، وتحديدًا في “منتجع ون آند أونلي نيونغوي هاوس” جنوبي بحيرة كيفو مباشرة، حيث يمكن للـ سائحين عيش تجارب مثيرة وسط حديقة غابة “نيونغوي” الوطنيَّة، والأخيرة هي إحدى الغابات المطيرة المحمية الأكبر في أفريقيا، وتأوي مجموعة من النباتات والحيوانات البرِّية.
يصل ضيوف “منتجع ون آند أونلي نيونغوي هاوس” إلى مطار العاصمة كيجالي الدولي عبر خطوط الطيران الرواندية، ثمَّ ينطلقون في رحلة بريَّة، بواسطة سيَّارات فخمة موفَّرة من قبل “المنتجع” وتحظى بخدمة الـ”واي فاي”.
الرحلة مريحة، وتمتدُّ على خمس ساعات، وتتخلَّلها مناظر ريفية رائعة في “بوتاري”، المدينة الجامعيَّة التي تحضن المتحف الإثنوغرافي في رواندا.
وعند توجُّه السائق غربًا، تتراءى جبال حديقة “نيونغوي” الوطنيَّة، ثمَّ يكمل السائق طريقه نزولًا نحو “ون آند أونلي نيونغوي هاوس”، الذي يقرب من مزارع الشاي الغنَّاء في “جيساكورا”.
الطبيعة في كلِّ تفصيل
عند بلوغ المنتجع، يُرحِّب قارعو الطبول الروانديون بضيوف المنتجع، وعلى وقع ضربات الطبل التي يتردَّد صداها في أنحاء مزارع الشاي، سرعان ما يشعر النزلاء بأنَّ الطبيعة حاضرة في كلِّ عنصر وتفصيل.
صُمِّم هذا المنتجع من وحي المساحات النباتيَّة الواسعة والحياة البرِّية المُنوَّعة المحيطة به، فيما يوفِّر طرازه المعماري إطلالات جبليَّة أخَّاذة، في الغرف والأجنحة البالغ عددها 22، والموزَّعة في مجمَّعات خشبية منفصلة تنتشر في أرجاء مزارع الشاي وتحيط بالمبنى الرئيس؛ ليكون بالإمكان مشاهدة مزارعي الشاي، وهم يجنون ثمار أحد المصادر الرئيسة للدخل في جمهوريَّة رواندا، فضلًا عن القرود الجبليَّة التي تسكن الغابة الوطنيَّة، أثناء تجوالها في مزارع الشاي.
وتحضر الطبيعة أيضًا، في وجبات الطعام، ومصدرها مكوِّنات تُزرع في حديقة يُطلق عليها اسم “حديقة الشيف”؛ فتُقطف معظم الأعشاب والخضراوات منها، لإعداد سلطات طازجة شهيَّة، إلى جانب الأطباق الرئيسة المستوحاة من المطبخ المحلِّي.
نشاطات بالجملة
تتعدَّد النشاطات اليوميَّة المجَّانية المتاحة لنزلاء “منتجع ون آند أونلي نيونغوي هاوس”، وتشمل تجارب الطهي، واللياقة البدنيَّة، فيستطيع الضيوف مثلًا التعرُّف إلى أحد التقاليد الأفريقيَّة القديمة، وهو رمي الرمح في أحد الأماكن المحيطة بالمنتجع، أو ممارسة الرماية بالسهام عند قمَّة التلة مع أفراد العائلة.
ويحلو أيضًا، التنزُّه باستخدام الدرَّاجات الهوائيَّة، إلى جانب تجربة أسرار الشاي الأفريقي، وتأمُّل النجوم والكواكب في المنصَّات المرتفعة التابعة للمنتجع أو في الغابة.
المغامرات في غابة “نيونغوي”
ينصح خبراء السياحة زائري رواندا، باستكشاف غابة “نيونغوي”، التي تُعدُّ واحدةً من الأنظمة البيئيَّة الجبليَّة الأقدم، وهي تحضن 13 نوعًا من القرود، بما فيها الشمبانزي.
وفي هذا الإطار، تُمثِّل رحلة تعقُّب الشمبانزي تجربةً مليئةً بالمرح والتشويق، حيث يتعيَّن على السائح الجري لمواكبة سرعة هذه الكائنات.
ولكن، بما أنَّ هذه القرود خجولة، وليست معتادةً على البشر، فستكون رؤيتها فرصة نادرة بالفعل!
ومن محطَّات غابة “نيونغوي” الأخرى، ستبلغ إثارة الزائرين الذروة، عند تجربة تسلُّق الجسر المتمركز في أعالي الأشجار، حيث يعلو75 مترًا عن سطح البحر، ويُعدُّ معلمًا فريدًا من نوعه في شرق أفريقيا.
كما عند رؤية الشلَّال الأطول في “نيونغوي” الذي يعلو لسبعة عشر مترًا، ما يسمح للمصوِّرين، محترفين كانوا أم مبتدئين، بالمتعة بمناظر الطبيعة النادرة!
رواندا، باختصار، واجهة مشرِّفة للسياحة في أفريقيا، وتجربة الإقامة في منتجع “ون آند أونلي” ممتعة.