اثار ومعالم
الوادي الأكبر في السعودية يجمع الصخر والخضرة والمياه
تتنوع الظروف البيئية في جبال السروات الواقعة غرب وجنوب السعودية. ففي المناطق الغربية المحاذية لها تجتمع أودية تكتسب جمال الطبيعة، وترسم لوحات خضراء وسط المياه الغناء، مما أعطاها قوة في عنصر الجذب السياحي.
ويعتبر “وادي قنونا” من أشهر الأودية في السعودية من ناحية الحجم، حيث يبلغ إجمالي طوله حوالي 108 كيلومترات، ويقع في العرضية الشمالية التابعة لمحافظة القنفذة بمنطقة مكة المكرمة.
وتبدأ روافد هذا الوادي من أعالي جبال السروات وجبال الحجاز من بلاد العوامر جنوب غربي وادي العشر إلى بلاد بني المنتشر. كما يتجه في جريانه منحدراً نحو الغرب باتجاه مدينة القنفذة، ويمتاز بغزارة مياهه وعذوبتها، وبكثرة بساتينه، وتنوع محاصيله الزراعية “القمح، والدخن، والسمسم”، التي كانت تنتج بكميات تجارية سابقا. كذلك يشتهر بزراعة النخيل.
وتمثل الأودية المنتشرة جنوب المملكة وجهات سياحية مهمة، تسهم في تنشيط حركة السياحة الداخلية، فتوفر هذه الأودية مساحات كبيرة من الظلال الواسعة، ومواقع ترفيه وتخييم بين ربوعها الخضراء ومياهها الجارية، حيث نجد الكثير من الأسر والعوائل السياحية تقوم بزيارة هذه الأودية لقضاء أوقات الفراغ وسط مجاريها، للاستمتاع بما أوجدته الطبيعة من مناظر خلابة، ومياه جارية، وظلال واسعة تعيد لذهن السائح نشاطه المتأمل في جمالية التنوع الطبيعي.
وبهذا وثق المصور “محمد دخيخ” ضمن صور ألوان السعودية التابعة للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، تلك المشاهد عبر التداخل بين الخضرة والتكوينات الصخرية ومن حولها المياه الجارية التي تسهم في تلطيف الموقع السياحي، وهي أبرز مقومات الجذب السياحي لوادي قنونا، حيث يقضي السياح معظم أوقات زيارتهم للقنفذة حول ضفاف الوادي. كما انفرد هذا الوادي بموقعه المتميز على الطريق الساحلي الواقع في حدود منطقة مكة المكرمة.