مواقع ترفيهية
أماكن سياحية عائلية في النمسا
تبحث الأسر عن أماكن سياحية توصف بأنَّها “صديقة للأطفال”، وفي هذا الإطار، تبدو النمسا وجهة مثاليَّة. وفي الآتي، مجموعة من الأماكن السياحية المناسبة للأسر، في بقع عدَّة بالنمسا:
العاصمة فيينا
تعد العاصمة فيينا السائحين بالقيام بالكثير من المغامرات، التي يمكن أن تبدأ بزيارة متاهة “شونبرون ميز”. هذه المتاهة، التي كانت في الماضي محصورة بأفراد العائلة الإمبراطوريَّة، أصبحت في أيَّامنا متاحة للجميع. تضمُّ المتاهة علامات ورموز تشير إلى الأبراج الفلكيَّة، لكنَّها مخفيَّة بذكاء! وسيتمكَّن الزائرون، الذين يتمتَّعون بقوَّة ملاحظة شديدة، من اكتشافها. وحالما يشقُّ الزائرون طريقهم بنجاح، خلال المتاهة، يمكنهم اعتلاء منصَّة ترتفع عاليًا والتفرُّج على الآخرين التائهين!
وتقرب من المتاهة مباشرةً، شبكة الممرَّات (لابيرنيث)– المكان الرائع للمغامرات: أعمدة التسلُّق ومحطَّة للقفز ولمس الأشكال والألغاز ومزاريب المياه التي تُبدِّد الضجر. بعد هذه المتاهة، ستحلو للأولاد بالتأكيد زيارة حديقة “شونبرون” للحيوان الأقدم في العالم، فهي مثال حيٌّ عن روعة الهندسة المعماريَّة في عصر الباروك. واللافت أنَّ الحديقة تُصنَّف اليوم بأنَّها من حدائق الحيوان الأكثر حداثة، في ما يتعلَّق بتربية الحيوانات والبحث العلمي. ويمكن استكشافها بالكامل، من خلال الجولات المصحوبة بمرشدين في ليلة مراقبة الحيوانات الغريبة، مع مناظير الأشعَّة تحت الحمراء!
سالزبورغ
من العاصمة فيينا، يُنصح السائحون بالانتقال إلى مدينة سالزبورغ، حيث تنتظرهم هناك العديد من المغامرات، التي تضيف الانتعاش إلى رحلتهم، والسبب أنَّها تأتيهم مصحوبة بالماء. فمدينة سالزبورغ والمناطق المحيطة بها، والتي تشكِّل ولاية “سالزبورغ لاند” غنيَّة بـ البحيرات والمسطَّحات المائية، التي تُشجِّع على ممارسة الكثير من الرياضات المائيَّة. وهناك، لا تُفوَّت زيارة مركز “العوالم المائية المدهشة”، فهو بمثابة نقطة البداية لاكتشاف سحر شلَّالات “كريمل” الأعلى في أوروبا، إذ يحظى هذا المركز بأهميَّة خاصَّة، وذلك بفضل المبنى الحديث الخالي من العوائق، والمُميَّز بإطلالته على شلالات أوروبا الوسطى الأكثر ارتفاعًا وتصميمه الفريد.
يكمن قلب “العوالم المائية المدهشة” الجديد في “مركز الشلَّال” الحديث، وقد جُهِّز بعدد من العناصر السمعيَّة والبصريَّة والوسائط المتعدِّدة. ويُقدِّم معرض “البيت المائي” نشاطات مائيَّة مدهشة في الهواء الطلق. علمًا بأنَّ شلَّالات “كريمل” تُمثِّل فرصة مثاليَّة أمام الأطفال لاستكشاف الحياة المائيَّة بطريقة مسليَّة.
وبالعودة إلى مدينة سالزبورغ، عاصمة ولاية “سالزبورغ لاند”، يمكن للأولاد أن يعيشوا أوقاتًا رائعة، وذلك عند توجُّه العائلة إلى حدائق “ميرابل” المشهورة، فهي تحفةٌ فنيةٌ حقيقيَّة في عالم البستنة تعود للعهد الباروكي. لقد صُمِّمت هذه الحدائق في سنة 1690، وفقًا لخطط يوهان برنارد فيشر فون إيرلاك، ثمَّ أُعيد تنظيمها بشكلٍ كلِّي في سنة 1730. ونُصبت نافورة “بيجازوس” في سنة 1913. ولقد قام أوتافيو موستو بنحت مجموعةَ التماثيل الأربعة المتربعة على محيط النافورة، وهي ترمز للنار والهواء والأرض والماء.
قصر “هيلبرون”
لا يمكن لأي سائح، صغيرًا كان أم راشدًا، أن يفوِّت زيارة قصر “هيلبرون” الفريد من نوعه، في سالزبورغ. لقد كانت المياه الموضوع الرئيس في تصميم هذا القصر، الذي بُنِي قبل أربعمائة سنة بأمر من رئيس الأساقفة ماركوس سيتكوس، والذي أثبت بأنَّه رجلٌ محبٌّ للمزاح! لماذا؟
سيكتشف الزائرون بأنَّ قصر “هيلبرون”، هو عزبةٌ وأرضٌ للاستمتاع أكثر من كونه قصرًا حقيقيًّا، بما أنَّ ماركوس سيتيكوس قد بنى مرافقه المتعدِّدة لتقوم برشِّ الماء على ضيوفه الموقَّرين! كان الماء – ولا يزال كذلك- يُرشُّ من كلُّ رُكنٍ وزاويةٍ بكل معنى الكلمة بضغطة زرٍّ. وهنالك النوافير الخادعة وفتحات نفث المياه المُخبأة والمغارات والينابيع… وليس هناك طريقة للخروج من هذا القصر، من دون التعرض للبلل أو قضاء وقتٍ ممتع.
بحيرة “تسيل أم زي”
تُعتبر بحيرة “تسيل أم زي” خزَّانًا طبيعيًّا للمياه، إذ تتسع لما يربو على 175 مليون متر مكعب، وهي تزوِّد المدينة بمياه الشرب النقيَّة. كما يُشكِّل سطح البحيرة أيضًا، مكانًا مثاليًّا لممارسة الرياضات المائيَّة المختلفة خلال الصيف، والرياضات الجليديَّة في الشتاء. وفي هذا الإطار، سيستمتع الأولاد بالقيام برحلة على متن عبَّارة “أم أس شميتنهوه إلى شواطئ “سونهوف” و”تهورميرسباخ”.
ولمتعةٍ غير مسبوقةٍ تُشبه المغامرات المشوِّقة، التي لطالما شاهدتموها في الأفلام السينمائيَّة، يُنصح خبراء السياحة زائري النمسا ألَّا يُفوِّتوا القيام برحلة إلى قمم العالم الأكثر ارتفاعًا، حيث متنزَّه “آيس أرينا”، متربِّعا على قمَّة جبل “كيتسشتاينهورن” في “زيل إم سي – كابرون”.
وتنقل عرباتِ تلفريك السائحين إلى المنتزَّه، على ارتفاع ثلاثة آلاف متر فوق مستوى سطح البحر، وتسمح لهم بـ”التحليق” فوق الكتلة الجليدية بواسطة أعلى برج أسلاكٍ حاملٍ لمصاعد التزلُّج في العالم. تُقدِّم هذه المنصَّة البانورامية الخلَّابة إطلالات رائعة على أعلى جبل (غروسغلوكنر) في النمسا، وغيرها من قمم متنزَّه “هوي تاورن” الوطني.