سياحة عربية
القطاع السياحي في المغرب يترقب تداعيات جريمة إمليل
رغم التفاؤل الذي يبديه العاملون في قطاع السياحة المغربي، بمناسبة احتفالات نهاية السنة، إلا أن عددا منهم يدعو إلى مراقبة ما سيحدث على مستوى الأسواق السياحية التقليدية بعد العام الجديد، إذ لم يكن قتل السائحتين الدنماركية لويسا فستراجر جيسبرسن والنرويجية مارين يولاند في المغرب جريمة عادية، فقد أكدت السلطات الأمنية، أن الأمر يتعلق بجريمة إرهابية، وهو ما سيفضي إلى تعميق المخاوف حول تأثير ذلك على القطاع السياحي.
وتزامن وقوع الجريمة الإرهابية مع فترة الذروة بالنسبة للنشاط السياحي في المغرب، خاصة مدينة مراكش، التي تستقطب ربع السياح الوافدين إلى المملكة. وجرت العادة على أن تشهد المدينة العديد من اللقاءات الدولية في شهر ديسمبر/ كانون الأول، بالإضافة إلى حلول السياح الأجانب، الذين يختارون مراكش للاحتفال بأعياد السنة الجديدة.
ويقول المسؤول بأحد الفنادق المصنفة بمراكش، أمين التوس، في حديثه لـ”العربي الجديد” إن تأثيرات ما حدث لن تتضح حاليا في ما يخصّ السياحة المغربية، إذ يتوجب انتظار الربع الأول من العام المقبل، من أجل قياس حجم الضرر الذي قد يلحق بالقطاع.
ويذهب التوس، إلى أن حدوث الجريمة الإرهابية أسبوعا قبل أعياد الميلاد، يجعل من الصعب إلغاء حجوزات السياح، الذين يكونون قد برمجوا رحلاتهم قبل أشهر، معتبرا أن السائحين أضحوا يستحضرون بعض الأحداث غير العادية منذ عملية الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2011.
وبحسب عاملين في القطاع السياحي لـ”العربي الجديد”، فإن الفنادق من فئة 3 و4 و5 نجوم تعرف مستوى حجوزات غير مسبوقة، في انتظار إقبال السياح في الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وتجلى من الحديث مع مرشدين سياحيين بمراكش، أن العديد من السياح أكدوا حجوزاتهم قبل مدة، كما أنهم قاموا، سلفا، بسداد ثمن الفنادق والخدمات المرتبطة بها.
ولاحظ “العربي الجديد”، أنه حتى في المنطقة التي عرفت العملية الإرهابية، ممثلة في إمليل، لم يتأثر النشاط السياحي كثيرا، فما زال الأجانب يقبلون عليها، بعد جريمة الإثنين الماضي.
وزار المغرب حتى أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حوالي 10.5 ملايين سائح، غير أن رئيس المرصد الوطني للسياحة سعيد موحيد، يتوقع بلوغ أكثر من 12.5 مليون سائح في نهاية العام، من 11.3 مليون سائح في العام الماضي.
ويعتبر المرشد السياحي بمراكش، عزيز أيت حسين، في حديثه لـ”العربي الجديد” أن التدابير الأمنية المتخذة منذ مدة بمدينة مراكش، تزامنا مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة حول الهجرة، تشعر السياح بنوع من الأمان، وهي تدابير ينتظر تعزيزها في الأيام المقبلة، كما جرت العادة في هذه المناسبة.
وينتظر أن يشدد المغرب الإجراءات الأمنية بمناسبة رأس السنة الميلادية، علما أنه كان سخّر في العام الماضي ستين ألف رجل أمن، من مختلف التشكيلات، من أجل تأمين المؤسسات السياحية والدينية والساحات التي يرتادها الزوار ليلة رأس السنة.
ولاحظ أيت حسين، أنه لم تبادر أي دولة من الدول المصدّرة للسياح حتى أول من أمس، إلى تحذير مواطنيها من زيارة المغرب.
ويشير العامل في القطاع السياحي بمدينة مراكش، عبد العزيز بنحمو، إلى أن الجميع سيراقب بعد احتفالات نهاية العام وتيرة الحجوزات التي سيعبر عنها السياح نحو وجهة المملكة.
ولم يشهد المغرب أية عملية إرهابية، منذ تلك التي عرفتها مدينة مراكش في إبريل/ نيسان 2011، بل إن الاستقرار الأمني، ساهم في جاذبية المغرب، كوجهة سياحية، في منطقة عرفت العديد من الهزات في الأعوام السبعة الأخيرة، بحسب العاملين في القطاع.
يشار إلى أن قتل السائحتين ذبحا بمنطقة إمليل التي تبعد عن مراكش سبعين كيلومترا، قد أثار الكثير من المخاوف حول السياحة، عند الإعلان عن تلك الجريمة، يوم الإثنين الماضي، غير أن تأكيد الخلفية الإرهابية لذلك الفعل الإجرامي، يدفع عاملين بالقطاع السياحي إلى توقع تداعيات أكبر على المدى البعيد تتجاوز المرحلة الحالية.
وعمم الوكيل العام للملك محمد السادس، بلاغا، مساء أول من أمس، يفيد بأن الأبحاث الجارية حول مقتل السائحتين، أفضت إلى “إلقاء القبض على أحد المشتبه فيهم، والذي ينتمي لجماعة متطرفة، كما تم التعرف إلى هوية باقي المشتبه فيهم، والذين يجري البحث عنهم من أجل توقيفهم”.