سياحة عربية

السعودية.. “الشدي”: البوسنة تمثّل مستقبل السياحة بأوروبا.. و65% من السياح السعوديين لم يكتشفوا معالمها بعد

كشف سليمان بن عبدالله الشدي، الرئيس التنفيذي لمجموعة الشدي، عن تنامي أعداد السياح السعوديين للبوسنة والهرسك، مؤكداً أن السياح الخليجيين بشكل خاص، والعرب بشكل عام، لا يعرفون بعد إمكانات الجمهورية، وما تتمتع به من مدن سياحية، وطبيعة خلابة.

وفي التفاصيل، أوضح أن عدد السياح السعوديين لهذا البلد يشهد تزايداً ملحوظاً خلال السنوات الثلاث الماضية، وقال: “وصل العدد العام الماضي لـ 25 ألف سائح، مقارنة بـ15 ألفاً ثم 7 آلاف و2500 سائح في الأعوام السابقة للعام الماضي على التوالي”، مشيراً إلى أن “العائق وراء تنامي أعداد السائحين في وقت سابق كان يتمثل في الحصول على التأشيرات، وهذه الإشكالية حظيت بجهود كبيرة من المسؤولين في السعودية والبوسنة، حيث تم تخفيض رسوم التأشيرة من ألف ريال، إلى 400 ريال، وهو سعر معقول جداً”.

وقال إن “السبب الآخر تمثل في خطوط الطيران، ولكن هذه المشكلة ستجد حلاً قريباً، بعد تشغيل خطوط طيران مباشرة بين البلدين قريباً”.

وتابع “الشدي”: “السياح العرب، من ضمنهم السياح الخليجيون، لم يكتشفوا معالم البوسنة والهرسك بالكامل، فلا يزيد ـ على سبيل المثال ـ عدد السياح السعوديين الذين زاروا البوسنة والهرسك عن 35%، والبقية تجهل الكثير عن هذا البلد الأوروبي المهم، الذي يحتضن مدناً سياحية مهمة، تتمتع بالجمال والتراث والمناظر الخلابة، حيث لا يعرفون عنها شيئاً”.

وأشار إلى أن هناك “محفزات على السياحة في البوسنة والهرسك، مثل انتشار الأطعمة الحلال، والمساجد في ربوع البلاد، فضلاً أن التسامح الكبير بين أفراد شعبها، بمختلف دياناتهم، ولذلك يشعر السائح هناك بأنه في أمن وأمان”.

وأفصح عن سبب توجيه دفة استثماراته إلى البوسنة والهرسك دون سواها، وقال: “سبق أن زرت البوسنة والهرسك في عام 2006، وكان البلد في ذلك الوقت بكراً، يندر فيه وجود المستثمر العربي، ووجدتها فرصة، للاستثمار في هذا البلد، الذي يجمع بين الطابع الأوروبي والطابع الشرقي، والحمد لله، كان القرار صائباً للغاية، خاصة أن المجموعة استثمرت في قطاع العقار بشكل عام، والبنى التحتية السياحية من فنادق وتجمعات تجارية وفلل وشقق فندقية، وفي مشاريع تقع داخل مواقع إستراتيجية، ثم انتقلت المجموعة للاستثمار في خطوط الطيران”.

وأردف: “أستطيع التأكيد على أن البوسنة والهرسك اليوم وجهة سياحية معروفة ومعتمدة، ولها سمعتها العالمية، ويؤكد كلامي أن العديد من المنظمات السياحية رشحتها لعب دور مهم في القطاع السياحي العالمي، واليوم الطلب السياحي عليها من الغرب كبير، بل إنه يفوق نظيره في دول الخليج مجتمعة، فمثلاً عدد السياح الإيطاليين في البوسنة والهرسك وحدها، يصل إلى 850 ألفاً، فيما عدد السياح السعوديين لهذا البلد لا يتجاوز 25 ألف سائح، لذلك أستطيع التأكيد على أن البوسنة وجهة سياحية قادمة، ومستقبلها في هذا القطاع مزدهر”.

وأكمل: إن مقومات الاستثمار السياحي في الجمهورية متوفرة، فهناك بنية تحتية جيدة، وشعب طيب ودود، لا يشعرك بأي غربة، فضلاً عن رخص المعيشة في هذا البلد، وقربها إلى وسط أوروبا، ومن هنا، هي تصلح لتكون وجهة سياحية للأسر والشباب، إلى جانب الطفل إلى حد ما”، موضحاً أن “السياحة في البوسنة والهرسك ممزوجة بالتعليم والاستفادة”.

وانتقل “الشدي” إلى الاستثمار في قطاع الطيران، وقال إن مجموعته “عملت في هذا القطاع منذ عامين مضت، عبر تنظيم رحلات مباشرة بين المملكة والبوسنة والهرسك”.

وأضاف: “خاطبنا عدداً من شركات الطيران، من أجل استقطابها للعمل معنا، بالتعاون مع شركات الطيران البوسنية، ونجحنا في تأسيس شركة طيران شبه وطنية، بالشراكة مع شركائنا في البوسنة، لضمان استمرارها، وسوف ينطلق نشاط هذه الشركة من سراييفو إلى الخليج ثم أوروبا، ونحن في طور توقيع اتفاقية بين السعودية والبوسنة والهرسك، تتم بعدها جدولة رحلات طيران بين البلدين على مدار العام”.

وقارن الشدي بين البوسنة والهرسك وتركيا، فيما يخص في الاستثمار العقاري، قائلاً: “البوسنة بلد أوروبي صغير ومسالم، وليس في خصومة مع الدول المحيطة به، ومن هنا، فالاستثمار فيه مربح ومضمون بإذن الله، بخلاف تركيا التي قد لا تتمتع بكل هذه المزايا”، مؤكدا أن “النمو السياحي والاقتصادي في البوسنة مستمر ومضمون، ويشهد تناميا”.

وأكد الشدي أن “البوسنة تعامل المستثمر الأجنبي، معاملة المستمر المواطن، ولا تفرق بينها، فالأجنبي يستطيع أن يؤسس شركة يمتلكها بنسبة 100%، ويستطيع أن يدير مشاريعه بحرية تامة، من خلال رخصة عمل يحصل عليها، أو من خلال شركة يؤسسها هناك، ولا تكلفه أكثر من 1000 يورو، لذلك فهي بلد جيد ومشجع على الاستثمار فيها”.

إغلاق