سياحة عربية

المغرب.. مليار درهم لإنقاذ السياحة بسوس

تخوض وزارة السياحة وجهة سوس ماسة أول تجربة وطنية جديدة لإخراج العرض السياحي بالجهة من قاعة الإنعاش إلى منصة النشاط، برصد منحة مالية تفوق مليار درهم، لضخها في تمويل عمليات إعادة هيكلة العرض السياحي المتهالك بتجديد غرف 32 فندقا بها 6000 سرير، تنتظر التمويل.

وجاءت المصادقة على القرار، إثر فشل سياسات الحكومات السابقة في إنقاذ السياحة بأكادير، التي “أبدعت” ثلاثة نسخ لما سمي “رينوف أوطيل” التي لم ينخرط فيها المهنيون لصعوبة تنفيذها، وتلكؤ الأبناك في التمويل.

وتجري إجراءات العمليات الجراحية التجميلية لإنبعاث السياحة بأكادير، بعد أن هَوَت أكادير من الرتبة الأولى إلى الرتبة السادسة في 2019، ضمن قائمة أفضل الوجهات السياحية في المغرب، بحسب تصنيف مؤسسة “TripAdvisor”، وتبوأت مراكش الصدارة باحتلالها الرتبة الأولى وطنيا متبوعة بالبيضاء ثم فاس فالصويرة وطنجة، ويعيش القطاع السياحي بعاصمة جهة سو ماسة عدة إكْراهات وتحَدِّيَات، حدّت من جاذبيته وتنافسيته، رغم أن القطاع يُعتبر أحد المُحَرِّكات الثلاثة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وخلصت الدراسات المنجزة حول أسباب تراجع السياحية بأكادير، بأن الوضعية المهترئة للفنادق تشكل النقطة السوداء ضمن سلسلة الأسباب في تدهور جودة الخدمات. وتراهن الوزارة والجهة من خلال إصدار جديد لتمويل تأهيل الوحدات الفندقية بأكادير، على إنعاش السياحة بالجهة، إذ رصدت 20 في المائة من ميزانية التجديد، منحة مجانية لكل فندق.

ورصدت الدراسة التي أجريت على 88 مؤسسة سياحية فقط، (تحتوي على 11579 غرفة، تضم 29006 أسرة)، 32 وحدة بها 4787 غرفة تضم 10622 سريرا لم تعد صالحة وتحتاج إلى التجديد، منها 15 فقط سيتم منحها 20 في المائة من مبلغ الإصلاح. وكشفت النشرة الإحصائية للمندوبية الجهوية لسوس ماسة للمندوبية السامية ، بناء على معطيات المرصد السياحي لسنة 2017 بأن جهة سوس ماسة تتوفر على 43398 سريرا و18427 غرفة موزعة على 251 فندقا. وهو ما يعرّض عشرات المؤسسات السياحية بالجهة للإقصاء من الاستفادة من منحة الوزارة والجهة.

وبالموازاة مع هذه المبادرة الجديدة، وبتمويل ذاتي لتنفيذ عمليات تأهيل وتجديد مؤسساتهم، بادر مسؤولون إلى تأهيل وحدات سياحية ك”فالتور” و”كنزي أوربا” و”إبرو سطار” ونادي-فندق”ألموكار” الذي بالكاد أنهى أشغال تجديد 50 في المائة من الغرف، وينتظر المنحة الجديدة لاستكمال إعادة التأهيل. وقال مهني في القطاع إن الفندق نجح في مهمته وحصل على رتبة جيّدة، حيث صُنّف في الدرجة الأولى سنة 2019، إثر نتائج زيارة لجنة التصنيف التي تُشرف عليها مندوبية السياحية والمصالح المختصة.

وشدّد المهني على أن إعادة التأهيل وأساليب التسويق الجديدة المعتمدة، مكّنت المؤسسة من التحرر من صيغة (الكل في الكل) بعد أن راهن العديد من المهنيين على فشلهم في المغامرة، إذ يشتغل بشكل جيد. وأوضح مصدر بالوحدة السياحية بأن إدارة الفندق الكبير الذي يضم ما يناهز 800 سرير، جدّدت أكثر من خمسين في المائة من الغرف، بتمويل ذاتي، تمت إعادة إصلاحها وترميمها وتجهيزها بالمستلزمات الضرورية كالأسرة والأفرشة والأغطية ووسائل الراحة. هذا فضلا عن تجديد المسبح والسناك المندمج فيه. وذلك دون الاستفادة من الاتفاقيات السابقة. ولم يخف المصدر طموح إدارة النادي-الفندق في الاستفادة من الاتفاقية الجديدة لاستكمال التجديد مائة في المائة. وأكد بأن الإدارة برمجت استكمال تجديد وترميم وإصلاح باقي الغرف، وخلق فضاء جديد خاص بالخدمات الموجهة للأطفال والشباب، حيث من المقرر أن يتم تعزيز فضاءات التنشيط بإنشاء منصة للألعاب المائية(طابوكون). وعزا أسباب نجاح الوحدة إلى الخدمات الجديدة، وتوجيه التسويق إلى السياحة الوطنية، خاصة العائلات نظرا لتوفرها على فضاءات الترفيه والتنشيط الخاصة بالأطفال.

 

(الصباح)

إغلاق