مواقع ترفيهية
الكهوف في عُمان.. مغامرات وسياحة علمية
أنواع الكهوفوتختلف الكهوف في عُمان أيضا حسب حجمها، فمنها الصغيرة التي يبلغ حجمها عدة أمتار، مثل كهوف وادي دربات بولاية صلالة ومنها المتوسط مثل كهف “طوي أعتير” الذي يبلغ حجمه 975 ألف متر مكعب، ومنها الكبيرة مثل كهف طيق بمحافظة ظفار الذي يبلغ نحو ثلاثمئة مليون متر مكعب، وهو أكبر الكهوف المكتشفة عالميا.
ويعتبر الجبل الأخضر أحد أكثر المناطق تكونا للكهوف، بسبب ارتفاع معدل سقوط الأمطار الذي يبلغ أحيانا ثلاثمئة مليمتر سنويا.
ويتميز الجبل الأخضر بوجود طبقات سميكة من الصخور الجيرية التي ترسبت قبل ملايين السنين، ويذكر الباحث الجيولوجي العماني محمد الكندي للجزيرة نت، أن هذه الصخور ترسبت في بحار ضحلة غمرت هذا الجانب من عُمان قبل ارتفاع الجبل الأخضر على هيئته الحالية، بفعل ضغوط القشرة الأرضية.
وتحتوي هذه الصخور أيضا على كثير من التشققات والصدوع، وهي تشكل اليوم قمم الجبل الأخضر وسفوحه الجانبية، ويقول الكندي إن هذه الصخور الجيرية تتعرض للإذابة عند تفاعلها مع مياه الأمطار والمياه الجوفية، إذ تجري هذه المياه في التشققات والصدوع العمودية لتُكَوِّن مع مرور الوقت غرفا كهفية تتسع تدريجيا بمرور الوقت.
ويُعتقد أن الجبل الأخضر يحتوي على كهوف أخرى واسعة لم تُكتشف بعد، فالظروف التي تساعد في تكون مثل هذه الكهوف ملائمة جدا في الجبل الأخضر.
ويقوم الفريق العُماني لاستكشاف الكهوف بالتعاون مع الجمعية الجيولوجية العمانية بتوثيق تلك الكهوف، من خلال رسم خرائط جيولوجية لها، وقياس نسبة الغازات المختلفة بها، وحساب عمر الترسبات الكهفية، وتحديد مستوى سطح البرك المائية في تجويفها، وذلك تمهيدا لإصدار كتاب حول الكهوف العُمانية.
توثيق الكهوف
وسعيا لهذا الهدف قام الفريق بمسح وتوثيق مجموعة من الكهوف المكتشفة حديثا في شمال عُمان، ومن هذه الكهوف ثلاثة كهوف في سلسلتي جبال الحجر الشرقي والغربي، وتحتوي هذه الكهوف على مجموعة رائعة من التشكيلات الكهفية، بالإضافة إلى إمكانية استغلالها في سياحة المغامرات، وتقع في مناطق جبلية شاهقة ضمن حدود ولايات نزوى والحمراء ودماء والطائيين، ويمكن الوصول إليها بسهولة نسبيا، إذ تقع فتحاتها العلوية بالقرب من الطرق الترابية للقرى.
يقع الكهف الأول بولاية دماء والطائيين (في محافظة الشرقية)، وسمي بكهف “خشل الشيه” نسبة للقرية المكتشف فيها، ويمثل هذا الكهف نقطة التقاء لمجموعة من الشعاب، ويبلغ عمق الجزء الممسوح جيولوجيا لهذا الكهف من قبل الفريق العماني لاستكشاف الكهوف نحو 175 مترا.
ويتطلب النزول إلى أسفل الكهف مهارة عالية في استخدام الحبال ومعداتها، إذ يمتد الكهف عموديا في جوف الجبل خلال مسارات متداخلة ضيقة وزلقة يصعب على الإنسان الدخول إليها، هذا فضلا عن صعوبة التنفس مع ارتفاع نسبة الرطوبة وزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون.
ويقع الكهف الثاني بالقرب من “قرية قيوت” في الجبل الأخضر بولاية نزوى (في محافظة الداخلية)، على ارتفاع 1450 مترا تقريبا، ويقول الباحث في الجيولوجيا وأحد أعضاء الفريق محمد الكندي إنهم وصلوا في عمقه عن طريق الزحف، بسبب مساراته الضيقة، وفور وصولهم عملوا على مسح الغرف الكهفية الرئيسة باستخدام ماسحة ثلاثية الأبعاد.
أما الكهف الثالث فيقع بالقرب من قرية طوي العقبة في ولاية الحمراء (بمحافظة الداخلية)، وهو كهف يحتوي على مجموعة من المداخل والممرات الضيقة التي تشكل تحديا كبيرا لاكتشافه كما ذكر المختصون بالفريق للجزيرة نت.
وتوجد بهذا الكهف مجموعة من البرك المائية والتشكيلات الكهفية الجميلة، غير أن الوصول لهذه البحيرات يستدعي الدخول في ممرات ضيقة ومتداخلة، ويبلغ عمق الكهف تقريبا نحو سبعين مترا.
(رويترز)