سياحة عربية

تكنولوجيا المدن الذكية تعزز مستقبل السياحة العالمية

انتهت أعمال القمة العالمية الثامنة للسياحة في نور سلطان عاصمة كازاخستان، أخيراً، والتي جمعت ممثلين عن القطاعين العام والخاص من 80 دولة، في محاولة لجعل السياحة الحضرية مربحة للمقيمين والسياح على حد سواء.

يفيد خافيير ديلغادو ريفيرا في صحيفة ” آسيا تايمز” أن “السياحة المفرطة” شكلت العبارة الأكثر ترداداً في عام 2018، حيث أن أكثر من 500 مليون من أصل 1.4 مليار رحلة سياحية دولية في أنحاء العالم تضمنت العام الماضي زيارة إلى بعض أكثر مدن العالم شعبية وعددها 300 مدينة، ويقع العديد منها في آسيا.

متحدثاً على هامش القمة، أفاد خاشيت تشاتوانيل، نائب السكرتير الدائم لإدارة العاصمة في بانكوك، التي وصلها 23 مليون سائح، وشكلت المقصد الأكثر زيارة في العالم على مدار السنوات الأربع الماضية، قوله: “نحن بحاجة إلى إيجاد مجموعة أكبر من المساحات الجذابة للسياح، بحيث يجري انتشارهم بشكل متساو في المدينة، لكن أيضا ليكون لديهم حافزاً للبقاء مزيد من الأيام”.

“إعلان نور سلطان” الذي أطلق عليه “المدن الذكية والوجهات الذكية” يتصور كيف ستساعد البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والانترنت الأشياء والواقع الافتراضي والمعزز المدن في إدارة أفضل لتدفق زائريها. والنتائج الرئيسية للقمة توصلت إلى أن مستقبل السياحة الحضرية ينتمي إلى المدن الذكية، حيث الابتكار والتكنولوجيا وسهولة الوصول والاستدامة والحكم الرشيد كل تلك الأمور تعالج الجوانب السلبية التي يجلبها الناس وإدارة النمو في القطاع.

وفي حديث مع “آسيا تايمز”، أفادت ساندرا كارفاو، رئيسة إدارة تحليل معلومات الأسواق السياحية والتنافسية بمنظمة السياحة العالمية: “التكنولوجيا بإمكانها أن تحدث فرقاً في تعريض السياح إلى مناطق وأنشطة أخرى في الأماكن التي يسافرون اليها. على سبيل المثال، في مدينة هانغزو الصينية تُستخدم الرسائل النصية القصيرة والتطبيقات عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لإعلام الزوار أين ومتى يتجاوز المكان النقطة المريحة للزيارة، مع اقتراح أماكن بديلة يمكن زيارتها”.

واستشهدت كارافوا بتقرير منظمة السياحة العالمية الذي يتضمن أيضا كيفية تطوير ماكاو لتطبيقات الواقع الافتراضي لمساعدة الزوار إكمال زيارتهم إلى بعض المواقع الأكثر اكتظاظاً في المدينة، في حال لم يتمكنوا من استكشافها جميعاً.
وبدورها، أفادت نائبة عمدة هلسنكي بيا باكارينين أنه يجري استخدام تطبيقات “ويتشات” في هلسنكي لمساعدة الزوار الصينيين التنقل في العاصمة الفنلندية”.

لكن ريفيرا يؤكد بأن التكنولوجيا وإدارة أفضل وحدهما لن يسهلا ويخففا من الإزعاج الذي تمثله السياحة لسكان الحضر، ويرى أنه من أجل أن يصبح شعار “عد الى وطنك أيها السائح” الذي شوهد في بعض المدن الأكثر شعبية في العالم شيئا من الماضي، يتعين على الزوار أنفسهم بذل الجهود لتعلم العادات المحلية واحترامها، فيما يحاولون تقليل بصمتهم في الأماكن التي اختاروا الذهاب اليها. وهو يرى بوادر ثقة في حديث ممثل بانكوك، لا سيما قوله:” لا يزال لدى بانكوك القدرة على الترحيب بمزيد من السياح”، وهي ثقة تردد صدى وجهة نظر معظم مدن العالم، حسب قوله، مؤكداً أن أهمية الاجتماع في كازاخستان تكمن في إظهاره، على الأقل، أن هذا الطموح يأتي مع الاعتراف بأن “الأعمال كالمعتاد” ليست خياراً.

 

(البيان)

إغلاق