سياحة عربية

اعتماد «التأشيرة» ينقل سوق السياحة السعودية لمرحلة «الفترة الذهبية»

اعتبر عدد من المتخصصين بالشأن السياحي في المملكة، أن اعتماد التأشيرة السعودية فتح مجالات وآفاق أوسع للمستثمرين العالميين لتكون لهم حصة من قطاع الإيواء، الأمر الذي من شأنه جذب أبرز العلامات التجارية العملاقة فيما يتعلق بقطاع الإيواء السياحي في المملكة، واصفين هذه المرحلة بـ “الفترة الذهبية”.

وأكد محمد المعجل رئيس اللجنة السياحية في الغرفة التجارية والصناعية بالرياض، على أن وجود الشركات الأجنبية في السوق السياحي في المملكة بالتزامن مع فتح المجال أمام سياح دول العالم وفي ظل توقعات بوصول السياح في المملكة مع نهاية 2030 إلى 100 مليون سائح، سيعزز دور مشروعات الإيواء السياحي وذلك للوصول إلى أكثر من 500 ألف غرفة فندقية، الأمر الذي يتطلب استثمارات من الحجم الثقيل (حسب تعبيره).

وأوضح نائب رئيس اللجنة السياحية في غرفة التجارية الرياض، أن اعتماد المملكة للتأشيرة السياحية لجميع دول العالم، سيغري العلامات التجارية الأجنبية التي تطمع أن يكون لها حصة من هذا النشاط وسوف تسعى للتوسع في المملكة لغرض إنشاء الفنادق والمنتجعات العالمية، بالإضافة إلى المستثمرين السعوديين الذين سوف يسعون إلى تكوين شركات في القطاع السياحي أو النشاطات المتعلقة بالقطاع ذاته.

وأضاف: “الاستثمار في القطاع السياحي خطى خطوات متعددة، خصوصاً بعد تدشين التأشيرة السياحية وكذلك مواسم السعودية وهذين المحورين رئيسين لهما دور كبير في جذب السياح إلى المملكة”، مشيراً إلى أن الاستثمارات في القطاع السياحي خصوصاً الاستثمار الأجنبي مثل مشروعات “آمالا” أو “جزر البحرالأحمر” أو “نيوم” و”القدية” وبعض المشروعات التي تتبع مواسم السعودية، تستقطب شركات عالمية في الاستثمار السياحي وهذا يعزز دور المملكة في جذب رؤوس الأموال الأجنبية ويعتبر هذا عامل جذب لها خصوصاً لرفع مستوى الجودة في القطاع السياحي.

وأضاف المعجل: “الجهود التي تقوم بها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مع هذه المشروعات الكبيرة والتأشيرة السياحية والمشروعات الضخمة، تؤدي إلى وجود نظرة مختلفة تماماً سواء للمستثمر السعودي أو الأجنبي أو للسائح السعودي والأجنبي، حيث إن صناعة السياحة تمر حالياً بالفترة الذهبية لها، سواء في المشروعات السياحية في مناطق المملكة أو على مستوى مشروعات المجتمعات المحلية، وبحسب استراتيجية هيئة السياحة فإن هناك مجموعة من الوجهات السياحية التي تقام في المملكة وذلك من أجل جعل المملكة تعيش على مدار العام جميع المواسم بحيث يكون لكل منطقة موسمها الخاص.

من جانبه، اعتبر عفيف بن فريج الصوراني الخبير في القطاع السياحي أن ما قامت به الدولة وما زالت تقوم بتنفيذه من مشروعات للبنية التحتية والخدماتية في جميع مناطق ومحافظات المملكة، هي أساس الاحتياجات للمواطن والمقيم والزائر بجانب كافة ما يتوفر من أدوات الصناعة السياحية والترفيهية على نطاق واسع، كما أن الصناعة السياحية بحاجة لتوسيع مشاركة أبناء الوطن فيها بكافة القطاعات والمستويات وتشجيعهم بكل الطرق المشروعة للإسهام في تحقيق رؤية المملكة.

وبين الصوراني بقوله “إن التأشيرات السياحية فرصة نماء مميز للاقتصاد بكافة قطاعاته وعلى الجميع من مسؤولين ومواطنين الاستفادة من هذه الفرصة وعدم التهاون بأهميتها للأجيال الحالية والمستقبلة، كما أن السائح بحاجة لمقابلة أبناء الوطن في كل مكان يذهب إليه فهو يأتي ليعيش السعودية بكل تفاصيلها، بالإضافة إلى رغبة السائح للاستمتاع بآثار ومكونات تاريخ هذا المجتمع المميز ولن يظهره ويقدمه له سوى أبناء الوطن، كما أن السائح بحاجة للتمتع بتناول أصناف المأكولات والمشروبات التقليدية المتوفرة في كل مدينة وبلدة بعيدا عن الأصناف المستوردة شريطة أن يقدمها له أبناء وبنات الوطن.

مردفاً في حديثه بأن أغلب المدن ما زالت بحاجة لتطوير وتنشيط الاهتمام في المجال السياحي من قبل المواطنين والجهات المسؤولة، كما أن هناك ضرورة للتفعيل المستمر لدور الإعلام الرسمي والمجتمعي لإيصال إمكانيات ومكونات أرض المملكة لكافة أرجاء العالم، وضرورة إفهام والتزام الجميع بأن تكون أسعار الخدمات في متناول الجميع دون مبالغة تشجيعا للسياح ورفع نسبتهم باستمرار، إضافة إلى تسهيل إجراءات البرامج السياحية بين مناطق ومحافظات ومدن المملكة كافة.

وأشار الصوراني، إلى ضرورة التشجيع المستمر للعاملين بالصناعة السياحية ورفع معنوياتهم وتدريبهم على أن يكونوا قدوة ومثالاً لوطنهم، وكذلك لا بد من الاستفادة من خبرات المواطنين بهذه الصناعة ومنحها للشباب والشابات حيث الخبراء هم كنوز لا يمكن الاستغناء عنها، مضيفاً أن الوطن يتميز بجميع المقومات المساهمة في تطوير وتنمية القطاع السياحي حيث تحتوي المملكة على الأرض والبحر والجبل ثلاث تضاريس متنوعة يجذب لها السائح، الزائر، والمستثمر على حد سواء.

 

(الرياض)

إغلاق