سياحة عربية
التعايش «السياحى» مع كورونا !
احمدالبري
لا حديث يعلو على جائحة «كورونا» التى تهز العالم كله، لا فرق بين دولة غنية وأخرى فقيرة، فالكل فى الهم سواء، ومن بين ما يشغل الجميع فى هذا الصدد، قضية السياحة التى تأثرت بشكل غير مسبوق، فبعد أن كنا نتحدث عن «سنة قياسية للسفر»، أصبحنا نتكلم عن خطة للإنقاذ قد تستغرق عدة سنوات.
وبقراءة لواقع الحال، يتبين أن الطلب العالمي على السفر لن يستأنف وتيرته العادية بسرعة، وسوف يواجه السائحون مشهدًا متغيرًا يتضمن إبعادًا اجتماعيًا وإجراءات أخرى لتهدئة المخاوف المستقبلية بشأن كورونا، وقد يكون من المناسب اللجوء إلى ترتيب جولات بالمناطق السياحية الواسعة بالصحراء، والتركيز على سياحة «السفارى» مع اتخاذ إجراءات مهمة تتعلق بالسياح، وطرق تنقلهم، والفنادق التى يقيمون فيها مع إطالة ساعات تناول الطعام، بحيث يأكل عدد أقل من الضيوف فى الوقت نفسه.
وبشكل عام، فإن الأمر ليس سهلا، إذ من المتوقع أن تتراجع السياحة العالمية بنسبة 30٪ هذا العام مقارنة بالرقم القياسي البالغ 1.5 مليار في عام 2019 ، حيث أوقفت شركات الطيران ما يقرب من ثلثي رحلاتها، وتأثر العاملون فى السياحة بتوقفها، وأصبح معظمهمعاطلا عن العمل ، كما أن شركات النقل بشكل عام لم تعمل فى معظم الأحيان، حيث إنها بحاجة إلى ملء 70٪ من المقاعد على الأقل لتحقيق بعض المكاسب، ولو طلب منهم منع أو إزالة العديد من المقاعد، فسوف يتوقفون عن العمل أو رفع الأسعار بنسبة 50٪ على الأقل.
ومن المؤكد أن السياح سيأتون بعد الجائحة في مجموعات صغيرة أو يبحثون عن جولات شخصية، ومن ثمّ سيكون طريق الإنعاش طويلاً وصعبًا.
(الاهرام)